الأحد، 12 مارس 2017

لماذا داعش لا تستهدف اسرائيل ؟

مازال البعض يشك بان ايران وراء داعش ، رغم كل هذه الحقائق الدامغة التي تنجلي بسبب وتيرة و سرعة الاحداث التي تجري في المنطقة ، و مع ذلك  تنتشر اسئلة تلبس لاباس المنطق ، هدف تلك الاسئلة اثارة شكوك لدى الكثير لاجل تدمير الوعي الجديد الذي بدا يستند على قواعد قوية تجعله يتاكد بان داعش وراءها امريكا اسرائيل السعودية و اوروبا.

بالرغم من الحقائق على ارض الواقع ، لكن العقل يعود الى المربع الاول حين يواجه سؤال صعب، و السبب براي هو  طريقة التفكير الشائعة لدينا ، فالوعي بعد ان كان يستند على حقائق واضحة ثم يواجه سؤال صعب، فانه يعود بالتفكير من نقطة الصفر و هكذا حلقات دائرية لا تنتهي ، بدل ان يستمر بالتفكير منطلقا من تلك الحقائق الثابتة  في بناء وعيه ، مهما كان السؤال الذي يواجه .  

لهذا ساقدم الجواب المنطقي على هذا السؤال

لكن قبل الاجابة علينا ان نعرف حقيقة داعش ، و من هي كي نستطيع الاجابة على السؤال .

داعش مجرد مشروع صممته اجهزة استخبارات غربية عديدة ، لتنفيذه في المنطقة ، و ليس بعبع عالمي ضخم كما يصوره الاعلام الغربي بانه يهدد الغرب بما يملك من قوه و وسائل و ادوات يستطيع بها عمل اي شيء في العالم.

داعش في  الغرب،  عباره عن  عمليات تنفذها اجهزة الاستخبارات و تنسبها للبعبع داعش. اما داعش في المنطقة فهم عبارة عن مرتزقة اجانب من شركات امن دولية و مجموعة من الاشخاص الذين تم استقطابهم بواسطة المال و الدين من جميع انحاء العالم ، تم ادخالهم الى المنطقة بالتعاون مع شركات طيران تابعة للدول و اجهزة دول في المنطقة فتحت الحدود لهم ، و كل هولاء يقادون بواسطة ضباط استخبارات عسكرية و اجهزة امنية تابعة للغرب .

لماذا داعش لا تستهدف ايران و اسرائيل ؟

سؤال منطقي ، لكن هناك سؤال منطقي اخر و هو لماذا لا تستهدف داعش قطر او الامارات ؟، بل لو طرحنا سؤال منطقي اخر هل استهداف داعش للغرب يثبت عدم وجود ايادي للغرب في صناعة داعش ؟

لا طبعا . فكما تقول الروايات الرسمية فان داعش استهدفت فرنسا و بلجيكا ، و امريكا تتحدث عن حوادث ارهابية لها علاقة بداعش .

لكن عندما يعلم الجميع بان استهداف داعش للغرب مجرد مسرحيات تنفذها اجهزة استخبارات الغرب ، لاجل اقناع الراي العام الغربي بان تهديد داعش يطول دول الغرب و يستهدف الغرب ، و عندها تتم صناعة شرعية شعبية و دولية للدول الغربية من اجل التدخل العسكري في المنطقة ، فعندما يعرف الجميع هذا الامر سيعرفون كيف تدار اللعبة و من يقف خلف داعش .

من السهل جدا للاستخبارات الغربية صناعة مسرحيات ارهابية لاجل اقناع الراي بان الغرب ليس وراء داعش ، بجانب صناعة شرعية شعبية لمحاربة داعش عسكريا .

المسرحية الارهابية الكاذبة ترسل رسالة قوية غير مباشرة للراي العام بانه من المنطقي ان الارهاب ليس من صناعة الدولة المستهدفة .

قبل تقريبا سنتين تعرضت السعودية لاول حادثة  ارهابية ، نزلت تساؤلات من كثير من الناس حول من يقف خلف العملية ، فكتبت مقال تحدثت فيه  بان العملية  من صناعة السعودية نفسها . فسخر الجميع من الامر ، و قالوا لماذا  ؟. لان العملية هي رسالة للراي العام العالمي بان السعودية مستهدفة من داعش و الارهاب و ان السعودية ليست داعمة للارهاب .

لاحظ جيدا : عندما تتسارع وتيرة الاحداث و المواقف للدول و خاصة للسعودية في المنطقة و العالم ، و تعرض الاخبار تصاريح المسؤولين، فانه تتكون من مجموع ذلك حالة منطقية تنقل رسالة مؤكدة  للراي العام في الغرب خاصة و الراي العام في المنطقة بان السعودية تدعم داعش و الارهاب ، بحيث تصبح قناعة عامة جماهيرية، عندما تصل الجماهير لتلك الحالة ، بعدها بايام قليلة ....تسمع عن حادثة ارهابية في السعودية او قيام اجهزة الامن في السعودية بالقبض على خلية ارهابية ، و بهذه المسرحية الارهابية فانه يتم تدمير تلك القناعة الجماهيرية ، و يعود وعي الجماهير الى نقطة الصفر ، يبحث عن الجهة التي تقف خلف الارهاب و الجهة التي تقوم بدعم الارهاب .

الجميع يدرك ذلك الجواب المنطقي الذي يكرره دائما وزير خارجية السعودية الجبير في اللقاءات الرسمية و الصحفية كرد على اتهام البعض للسعودية بانها تدعم الارهاب ، فيطلق جملته المشهورة بان السعودية لا تدعم الارهاب ، لان الارهاب يستهدف السعودية ، فالسعودية متضررة من الارهاب فكيف تدعمه .

هذه هي الجملة التي تستند عليها السعودية لنفي التهمة عنها في صناعة الارهاب و تمويلة ، لكن عندما نعلم بان الارهاب في السعودية من صناعة اجهزة الاستخبارات السعودي من اجل نفي التهمة عن السعودية ، و صناعة ذلك الجواب المنطقي الذي ترد به السعودية في اي موقف اتهامي، سنفهم كثيرا اللعبة .

قبل تقريبا شهر اطلق الجبير نفس التصريحات بان السعودية ليست داعم للارهاب ، و ان الارهاب يستهدف السعودية ، و قال بان ايران من تدعم الارهاب بدليل ان الارهاب لا يستهدف ايران ، لكن الجبير نسى ان يقول ايضا بان الارهاب لم يستهدف اسرائيل ، لماذا نسى هذه الحقيقة ؟

1- لماذا الارهاب لا يستهدف ايران ؟

بمنطق بسيط لا يقبل الشك ، من يقول ان العراق و سوريا بيد ايران ، ثم يسال السؤال السابق ، فهو متناقض و غير منطقي ، و يصبح السؤال ملغي تماما،  فلا يمكن الاجابة على سؤال خاطىء .

لكن من يقول ان داعش في سوريا صناعة ايرانية من اجل اجهاض الثورة السورية ، و تحويلها لمشروع محاربة الارهاب ، طيب.......و ماذا عن داعش في العراق ؟ .

السعودية تقول ان داعش صناعة ايرانية ، فلما تغضب السعودية عندما يقوم الحشد الشعبي في العراق بقتال داعش و تخرج تصريحاتها بشكل واضح بعدم وجود رضى بما يجري  .

2- لماذا لا تستهدف داعش اسرائيل ؟  

هذا هو السؤال الاهم براي

لماذا ؟

ج : لانه يفضح اللعبة بشكل واضح .

كيف ؟

داعش مشروع صهيوني بامتياز و يخدم مصالح اسرائيل .

شرحنا سابقا من هي داعش ، و الان علينا فهم الاسباب و الظروف لظهور داعش بهذه الصورة المفاجئة ، فكما تحدثت في مقال سابق بان امريكا و بريطانيا و فرنسا و اسرائيل وجدوا ان مشروع التدخل و ترتيب المنطقة لصالحهم بواسطة ما يطلق عليه الربيع العربي، و بشرعية دعم الشعوب في نيل حرياتها و اسقاط الانظمة الديكتاتورية اثبت فاعليته و قوته و سرعته ، كما حدث في ليبيا سريعا بواسطة تدخل الناتو و مباركة دولية، و كما سيحدث قريبا في سوريا، شرعية ما يطلق عليه الربيع العربي افضل من شرعية مكافحة الاهاب ، فتم انهاء فلم الارهاب و القاعدة عام 2011 في بداية ما يطلق عليه الربيع العربي ، عندما توجهت فرقة خاصة امريكية الى باكستان و قامت بقتل  اسامة بن لادن و القاء جثته في البحر كما ادعت امريكا . لكن حدثت مشكلة ان سوريا صمدت ، فتاخر الربيع،  و ايضا صعد رئيس ايراني وافق على توقيع الاتفاق النووي مع الغرب مقابل اشياء كثيرة من بينها طرح الحل السياسي في سوريا . 

بمعنى اخر سقط التدخل العسكري بشرعية دعم الثورات و الشعوب في نيل حريتها كما حدث في ليبيا في البداية، لذلك يجب عمل شرعية اخرى للتدخل ، و ليس امامهم الا اعادة  شرعية محاربة الارهاب لانه يهدد الغرب ، فتم صناعة داعش .

فداعش مشروع لاسقاط سوريا و العراق و صناعة دولة لاجل قطع الخط الجيوسياسي بين العراق و سوريا، و في نفس الوقت شرعية للتدخل لمحاربة الارهاب المهدد للغرب (الم تستهدف داعش فرنسا و بلجيكا؟).

دعك من هذه الرواية ، اذا لم تكن مؤمن بها ، ل نفكر بمنطق فقط الان .

1- ستطرح علي سؤال منطقي  : اذا كنت تتحدث عن ان بعض الدول تصنع مسرحيات ارهابية لاجل اقناع الراي العام بان الارهاب يستهدفها وانها ليست وراء صناعة و تمويل الارهاب ، فلماذا لا تقوم اسرائيل بعمل مسرحية ارهابية لاثبات  ؟

سؤال منطقي حلو

بالاول عليك ان تعلم معلومة مهمة، بان اسرائيل هي اول دولة اطلقت مصطلح الحرب على الارهاب ، فقد اعلنت عن ضرورة قيام تحالف دولي ضد الارهاب بعد دقائق قليلة من ضرب الطائرة مبنى التجاره الدولي عام 2001 ، على لسان ايهود باراك في لقاء مباشر في استوديو BBC من لندن لتغطية احداث سبتمبر .

اسرائيل تستطيع بسهولة صناعة مسرحيات ارهابية لنفي تهمة الارهاب عنها ، لكن صناعة مسرحيات كاذبة لن يكون في صالحها .

كيف ؟

اسرائيل عند تحركاتها المتواصلة و المستمرة  في دوائر صنع القرار في الدول الغربية للضغط عليها في تبني مواقف تخدم اطماعها، تطرح فكرة ان الخطر الحقيقي في المنطقة هو ايران و ليس داعش، و لكن لكي تخرج من تناقض الموضوع ،  فانها تضع داعش و ايران في كفة متساوية و لا يجب التركيز على داعش و نسيان ايران، و لهذا السبب فعندما تستهدف داعش اسرائيل،  و بالتالي  يصبح حديث اسرائيل حول الخطر الايراني غير منطقي و كاذب ، كيف ان دولة تتعرض لارهاب داعش و هي تقوم بجولات سياسية تتحدث عن خطر ايران .

هذا التناقض لدى اسرائيل بين داعش و ايران ، هو السبب الحقيقي وراء فكرة ان داعش صناعة ايرانية التي يروجها الاعلام،  للتخلص من هذا التناقض ، و جعل ايران و داعش في كفة واحدة .

ساقتطع جزء من حديث نيتنياهو امام الكونجرس في مارس عام 2015 قبل 23 يوم من العدوان على اليمن ، لاجل اقناع الكونجرس برفض الاتفاق النووي مع ايران :
-------------
لا تنخدعوا، المعركة بين تنظيم الدولة الإسلامية وإيران لا تحول إيران إلى صديق لأمريكا.

إيران وتنظيم الدولة الإسلامية يتنافسان على عرش الإسلام المتشدد. أحدهما يطلق على نفسه الجمهورية الإسلامية. والآخر يطلق على نفسه الدولة الإسلامية. كلاهما يريد أن يفرض إمبراطورية إسلامية متشددة أولاً في المنطقة ثم بعد ذلك في العالم أجمع. هم فقط غيرمتفقين فيما بينهما حول من سيكون قائد تلك الإمبراطورية.

في لعبة العروش المميتة تلك، لا يوجد مكان لأمريكا أو إسرائيل، ولا سلام للمسيحيين ولا اليهود ولا المسلمين الذين لا يشاركونهم عقيدة القرون الوسطى، ولا يوجد حقوق للمرأة ولا حرية لأي شخص.

لذا عندما يتعلق الأمر بإيران وتنظيم الدولة الإسلامية، فعدو عدوك هو عدوك.
------------

في هذا الحديث لنيتنياهو  ، لاحظ كيف تتحدث اسرائيل عن ان داعش و ايران هما كيانين مختلفين ، لكنهما في نفس درجات الخطر ، و انه لا يجب الحديث عن ارهاب داعش بشكل منفصل عن ارهاب ايران ، لانهما كيانان ارهابيان و الفرق بينهما انهما يتنافسان على من يكون قائد لامبراطوية الاسلام الارهابي فقط .

و النقطة التي تفضح ان اسرائيل هي اللاعب الرئيسي وراء داعش ، في حديث نيتنياهو  عندما حاول ابطال فكرة محاربة ايران لداعش لا يجعل من الامر داعم لمشروع محاربة الارهاب ،  فابتكر منطق جديد و خاطىء و حاول ان يقنع الجمهور به عندما قال : عدو عدوي هو عدوي . و الصحيح و المنطق هو ان عدو عدوي صديق .

هذا التناقض و الاخطاء المنطقية تؤكد بشكل واضح ان اسرائيل لاعب رئيسي خلف داعش . فالمتهم الحقيقي يكون حديثة متناقض و غير منطقي عند استجوابه و التحقيق معه.

لكن للامانة ، فان هناك مسرحية وحيدة قامت بها اسرائيل ، لكن بشكل بسيط ، بسبب ظرف طارىء حول سيناء مع تقدم الجيش المصري في سيناء ، عندما اعلنت ان داعش اطلقت صواريخ بسيطة على اسرائيل و قالت اسرائيل انها سوف تتدخل و سترد بشكل عنيف .

اخيرا

لو كانت داعش صناعة ايرانية ، فمسرحية كبيرة مثل مسرحية باريس و بروكسل ، ستكون داعمة كبيرة لاسرائيل في القضاء على داعش ايران . 
لو كانت داعش صناعة ايرانية ، سيكون على اسرائيل القضاء على هذه الاداة التي تخدم ايران ، لكن اسرائيل ليست مشغولة بداعش بل بايران .

الا لو كنت مازالت تؤمن بان ايران و اسرائيل هما اصدقاء و حلفاء في السر، و العداء بينهما مسرحية ، عندها ساقول لك لو كانت ايران و اسرائيل حلفاء ، و كانت سوريا و العراق بيد ايران ، فلماذا السعودية تعادي سوريا و قد اصبحت حليفة اسرائيل ،  و لماذا اسرائيل لا تترك سوريا ، الا لو كنت تؤمن بان اسرائيل و سوريا حلفاء ، و ما يجري مسرحية بينهما ، عندها ساقول لك : اذهب حالا لاقرب مصحة نفسية و عصبية .

.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق