السبت، 31 أكتوبر 2015

مؤتمر فيينا - بين الحالة السورية و الحالة اليمنية


مؤتمر فيينا بين الحالة السورية و الحالة اليمنية 


السؤال الذي يفرض نفسه الان في سوريا و اليمن و ليبيا بشكل خاص و في المنطقة بشكل عام هو : هل الحالة التنموية و الديمقراطية و السياسية و الاقتصادية مرتبطة بالعملية الاصلاحية الداخلية في الدولة، ام هي مرتبطة بالحالة الخارجية الاقليمية و الدولية المحيطة بالدولة ؟ 


هذا السؤال طرح في ندوة دولية حول التنمية و الديمقراطية عقدت في تونس قبل عشر سنوات تقريبا،بحضور سياسين و اقتصاديين من دول عديدة ، و في تلك الندوة تحدثت ابنه الزعيم الاندنوسي السابق سوكارنو و قالت ان العالم يحتاج الى نظام عالمي جديد عادل تستطيع فيه ما يطلق عليها دول العالم الثالث من تحقيق تطور تنموي و اقتصادي و تستطيع صناعة نماذج ديمقراطيةحقيقية تتناسب مع خصوصيات مجتمعاتها.

في حديث علي عبدالله صالح الاخير في قناة الميادين، تحدث صالح عن ضرورة الحديث عن مؤتمر دولي ليس لحل المشكلة الداخلية التي وصفها بان حلها سهل ، و لكن مؤتمر دولي بحضور القوى الدولية لحل النزاع بين اليمن و السعودية ، الكثير من المؤيدين للعدوان على اليمن سخر من حديث صالح هذا ، كما سخر الكثير في صفحتي على الفيسبوك من المنتمين لحزب الاصلاح و العلمانين الجدد، عندما تحدثت في بداية العدوان السعودي على ان اليمن تحتاج الى مؤتمر دولي بحضور القوى الدولية لترتيب مصالحها في اليمن و وضع حدود السعودية في علاقتها مع اليمن و سيكون هذا المؤتمر هو الضمانة الوحيدة لاجل استقرار اليمن و ضمان التغيير الجذري المنشود في اليمن، لان الضمانات السابقة التي وقعت بين القوى الدولية و الاقليمية في الماضي حول اليمن سقطت بسبب تحول قوى ضامنة عن مسارها السياسي و اصبحت تتبع مسار القوى الاخرى الضامنة كـــ مصر، و ايضا سقوط بعض القوى كالاتحاد السوفيتي والعراق .

تلك السخرية في الحالة اليمنية هي نفسها السخرية في الحالة السورية، التي يطلقها المعلقين السعوديين و عشاق السياسة السعودية في المنطقة من السوريين او غير السوريين ، حول مؤتمر فينا و النتائج التي خرج به هذا المؤتمر، و من تلك النتائج علمانية الدولة السورية و الحفاظ على مؤسسات الدولة و ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يقرر مصيرة، و النقطة الجوهرية التي لا يريدونها و يسخرون منها هي ان الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه ، فهم الان لا يريدون الديمقراطية ، بعد ان كانوا يروجون في الاعلام ديكتاتورية النظام السوري و ان الشعب السوري يريد ديمقراطية ، و السبب في خوفهم من هذه النقطة ، لانهم كانوا يسعون فقط لاسقاط النظام السوري و لا يريدون الديمقراطية و حقوق الانسان و العلمانية و كل المصطلحات و المفاهيم الرنانة التي يخدرون بها عوام الشعوب، هي يريدون اسقاط نظام و صنع نظام جديد يتبع مسارهم السياسي في المنطقة و العالم، و لصناعة نظام تابع لمسارهم السياسي مهما كلف الثمن، فانهم لن يتورعوا في اللعب بقيم راسخة وطنية و انسانية و حضارية في سوريا، و سيتم اللعب بالتركيبة السكانية و الدينية و المذهبية و المناطقية، كي يضمنوا استمرار و ثبات النظام الجديد كي يحقق لهم التبعية المطلقة لمسارهم السياسي ، حتى لو تم انتاج شكل للدولة يشبه الحالة الافغانية او الصومالية او اي نموذج جديد ، المهم ان يكون تابع لهم. و عندما يقول مؤتمر فيينا بان الشعب السوري من يقرر مصيرة ،فهذا يعني لهم ان لو دخل الشعب السوري في انتخابات ديمقراطية و دخل الاسد في الانتخابات فاحتمال فوزة سيكون كبير ، خصوصا بعد تراجع العديد من السورين في مواقفهم السابقة ، و عدم وجود شخصية سياسية اخرى تحضى باجماع من شرائح و طوائف المجتمع السوري ، شخصية تم تجهيزها لمثل هذا اليوم. اذن ستكون نقطة الخلاف في المؤتمر : عدم ترشح بشار الاسد للانتخابات او مغادرته الحياة السياسية ، و هذه النقطة هي التي سيتم نقاشها في الاجتماع المقبل المقرر بعد اسبوعين.



يبقى حديث ابنه الزعيم الاندنوسي سوكارنو حول الحاجة الى نظام دولي جديد غير واضح ، ماذا تقصد بالنظام العالمي الدولي، و ماهي قواعده التي تنسب لها فشل التحديث و الديمقراطية و التنمية في دول العالم الثالث ؟ 
في المقال القادم 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق