السبت، 20 أكتوبر 2018

4- تفكيك الزمن الصهيوني - زمن فارس

تحدثنا في المقال السابق عن الزمن الثاني .... احد الازمنة  الخمسة  التي مرت على المنطقة .... و هي :

1- الزمن الاول : هو من بداية اول حضارة في المنطقة و ما تلاها من حضارات حتى ظهور زمن الفينقين على مسرح  المنطقة.

2- الزمن الثاني: هو  زمن الفينقين.

3- الزمن الثالث : هو زمن فارس.

4- الزمن الرابع : و هو زمن الاديان و اقصد به الزمن التي ظهرت فيه الاديان الثلاثة، و هو من بداية رواية الديانة اليهودية 560 ق.م  .... حتى نهاية فتنة خلق القران الكريم عام 860م . 

5- الزمن الخامس : من عام 860 م تقريبا و حتى اليوم.

و في هذه المقال سنتحدث عن الزمن الثالث .

--------- الزمن الثالث ----------

عندما ننظر للزمن الثالث كما هو موضح في المخطط على الصورة ، سنجد بانه زمن له نقطة بداية و نقطة نهاية ، نقطة البداية هو نهاية الزمن الذي تتحدث فيه رواية اليونان حول الفينقين ، و اما نهاية هذا الزمن فهو بداية الزمن الديني .

لكن هذا الزمن الثالث لا توجد له شرعية في بدايته ، المفروض انه يبدا بشرعية و ينتهي بشرعية ( اثبات حقيقي وثيقة حقيقية) ، لكن لا تعرف اي رواية حول لقاء او علاقة لفارس مع الفينقين ، فالرواية التاريخية تتحدث فقط حول لقاء بين فارس و اليونان ، و مستبعد فيها عالم الفينقين .... بالرغم من المؤلفات الضخمة التي يخرجها الغرب حول الفينقين ، لكن اتحدى اي مؤرخ  يخرج كتاب يتحدث فيه حول علاقة فارس بالفينقين .

لماذا هناك شك كبير حول وجود الزمن الثالث؟

■ هاتوا لي اي منتج ادبي او فكري او معرفي عمراني انتج خلال حقبة ما يطلق عليها امبراطورية فارس من عهد قورش حتى الى الزمن الذي يطلق عليه فتح اسلامي لفارس . اريد ان اقرا كتاب تم تأليفه من قبل الحضارة الفارسية  و باللغة الفارسية القديمة .سوى كان كتاب ادبي او تاريخي او علمي .

لا شيء ... لا يوجد

هل يعقل منطقيا .............. انه خلال حقبة الف سنة تقريبا من الامبراطورية الفارسية و لم يصل الينا اي كتاب باللغة الفارسية القديمة سوى كان كتاب في العلم او الفن او الشعر او اثار عمرانية في المنطقة او اي شيء، بينما روما و اثينا خرج منها عدة كتب و مؤلفات في مجالات كثيرة خلال تلك الحقبة التي عاصرت فارس؟

■ هاتوا لي اسم لشخصية فكرية او علمية او ادبية خرجت من داخل الحضارة الفارسية التي امتدت الف سنة تقريبا من عهد قورش  و حتى 600م ؟

لا شيء ... لا يوجد

هل يعقل ان حقبة زمنية عمرها 1000 سنة تقريبا و لم يولد فيها حتى شخصية علمية او ادبية او فكرية كنتيجة طبيعية للمدة الزمنية الكبيرة التي عاشتها حضارة ،  تعني استقرار كبير و  عامل مساعد قوي يولد منه حراك فكري و ادبي و علمي ؟، على الاقل اسم واحد ......... ف روما خرج منها عدة شخصيات فكرية و علمية و ادبية في الفترة التي عاصرت فارس ....... فكيف تكون امبراطورية كبيرة بذلك الامتداد الضخم و على مدى 1000 سنة ، و لم تنتج حتى اسم واحد لشخصية فكرية او علمية او فنية .... على الاقل طبيعة الصراع مع روما و اثينا يتطلب بالضرورة انتاج اسم واحد لشخصية علمية او ثقافية  ؟

و هذه النقطة التي لا يريد ان يستوعبها الكثير ، خصوصا من جماعة يوسف زيدان و الذي يتحدث دائما عن زرادشت و الديانة الزرادشته و التي عمرها 3000 سنة و حول تاثيرها على الاسلام ،  لا يستوعبون عندما تقول لهم ...... لن تجد قبل الاسلام لا في نقوش العراق و لا في نقوش ايران ولا في نقوش اي مكان في المنطقة و لا في كتابات المؤرخين اليونان ذكر لاسم زرادشت او ديانه زرادشتيه ...فكيف يدعي البعض ان الزرادشتية ديانة فارس و عمرها 3500 سنة؟!
فاسم زرادشت ظهر اول مرة في التاريخ  في القرن الرابع الهجري تقريبا و المصدر الاول الذي ذكره هو الشاهنامة للفردوسي. و بدات من ذلك الوقت شخصية زرادشت .

■ هاتوا لي نقوش في ايران كتبت خلال حقبة ما يطلق عليها امبراطورية فارس من ظهورها و حتى 633 م ؟

مجرد نقوش بعدد الاصابع لا ترتقي لتكوين صورة واضحة حول اي مظاهر سياسية او دينية او ثقافية او حتى لغوية.

هل يعقل ان 1000 سنة  .... و لم يتم فيها كتابة سجلات نصية تتناسب مع هذه المدة الزمنية و هذه الامبراطورية الضخمة،  المفروض ان ايران ممتلئة و تغرق بالسجلات النصية في كل مكان و التي تتحدث عن تلك الحقبة و عن اسماء الملوك و مظاهر الحياة  فيها ؟

الانترنت ممتلىء بمواقع تحوي نقوش من العراق و مصر و سوريا و اليمن، هل تعلم كم عدد الالواح الطينية و الحجرية لحد اليوم و التي تحوي نقوش كتابية و تم اكتشافها في العراق ؟!، هل  تعلم كم عدد النقوش المكتشفة في مصر و التي يقال انها استمرت حتى العصر اليوناني؟

فاين هي نقوش ايران ؟، عشرة او حتى عشرين نقش لا تعبر بشكل منطقي و طبيعي عن حقبة 1000 سنة ....... و لا تقدم اي صورة واضحة لعقيدة او نظام سياسي او لغة واضحة او حياة اجتماعية . فكيف تم كتابة تاريخ ايران على مدى الف سنة؟ .

ما هي اذن مصادر تاريخ ايران ؟ هل هي كتابات اليونان و الرومان ؟

اذا كانت روايات اليونان مصدر تاريخي ف هل يمكن اعتبار كتب يونانية تتحدث عن 300 محارب يوناني قضوا على جيش فارسي كمصدر لتاريخ حقيقي ؟

الحقيقة اني لا استطيع اعتبار الكتابات التاريخية اليونانية و الرومانية كمصدر تاريخي لان معظمها روايات اسطورية وهمية. 

--------------------
ما اصل القصة؟

حديثي لا علاقة له بالتعصب القومي او المذهبي ..... او محاولة نسف تاريخ الاخرين من باب عقد تاريخية، فنحن لا نقرا التاريخ بتلك الطريقة . الامر ليس كذلك اطلاقا، هذه تصورات طفولية . و  لسنا مراهقين او نعاني من امراض تاريخية . بل بالعكس فانا احب الثقافة الايرانية جدا و احب الشعب الايراني .

عندما نتحدث في هذا الموضوع فهو من منطلق الحقيقة و استشعار بمشكلة الزمن في المنطقة.  لان هناك من  لا يستوعب و لا يستشعر بعد معنى ( أسر الزمن )،  و خطورتة الكبيرة عند استخدامه كسلاح في تدمير الشعوب و الأمم .

كنت في حوار مع صديق من مصر على صفحته، حول تاريخ مصر،  داخل موضوع له يتحدث حول فترة حكم الفرس لمصر و علقت عليه بانه لا دليل على ان  الفرس حكموا مصر .

تطور الحوار حتى وصل لسخرية من منطقي ..... ربما اعتقد ان الموضوع مجرد شطحات فيسبوكية او محاولة كتابة تاريخ على المزاج من نظرة تعصبية او من نظرة اصلاحية غير علمية و ادعاءات .

و انا اعذره لاني طرحت مجرد فكرة غير متكاملة و لا تجيب على كل الاسئلة المصاحبة لها، و في قضايا التاريخ يصعب ايجاد دليل قاطع ، لكني اردت من تعليقي مجرد طرح الفكرة من خلال اسئلة منطقية تطلب منا التفكير بحثا عن اجوبة علمية و منطقية . فالموضوع يحتاج الى تفصيل كبير و بحث شامل و لا يختصر في كتابات و تعليقات فيسبوكية .

لكن طرحت هذه الاسئلة

● هل هناك اثر عمراني للفرس في مصر يؤرخ لوجودهم ؟

لا يوجد

● هل هناك نقش مصري قديم يتحدث عن ملوك الفرس الذين حكموا مصر؟

لا يوجد

اذن من اين جاءت فكرة الامبراطورية الفارسية و حكم مصر من قبل الفرس ؟

لقد جاءت من السردية التاريخية اليونانية و  اليهودية فقط .

من هو قورش ؟

هو الملك الفارسي الذي قضى على الدولة البابلية و قام بتحرير اليهود من السبي الذي جرى لهم من قبل الملك بختنصر. و اليهود يعتبرونه كنبي و مخلص لهم و شخصية مقدسة .

لكن  هذا الاسم لا تجد له ذكر الا في الرواية التوراتية ، و في تاريخ المؤرخ اليوناني هيرودت.

بالنسبة ل تاريخ هيرودت ...... سنجد بان هنام صعوبة بالغة في تقبل فكرة .. كون هيرودت لا يسرد تاريخ حقيقي ، فهو يبدو لي  ميثولوجي اكثر من كونه حقيقي .... لكن لان صورة اليوناني في مخيلتنا صورة العقل و المنطق و الوثيقة التاريخية التي لا تقبل الشك فيجعلنا نقبل رواياتهم بدون مراجعة، فمثلا هيرودت يسرد سيناريوهات و احداث اسطورية في تاريخه ، فهو يقول مثلا ان قورش من قام بشق مضيق بحري ....الخ .

و اما بالنسبة لكتاب العهد القديم ...... فعندما نعلم بان اول نسخة جمعت للعهد القديم كتبت باللغة اليونانية ...فهذا سيجعلنا لا نستبعد بان التاثير اليوناني كان مسيطر و وصل تاثيره حتى في كتابة العهد القديم ... و  هذه الرواية  شكلت المخيلة التاريخية لليهودية و اصبحت سردية تاريخية حقيقية واقعية.

و لان اليهودية تعتبر هي الديانة الاولى ظهورا في الزمن الديني  فمن الطبيعي ان تكون هذه الرواية شرعيتها من شرعية الزمن ، و لان اليهودية كانت  منتشرة في كل ارجاء المنطقة ، فستجري عملية تفاعل بين المخيلة الدينية  و البيئة المحيطة التي يتواجدون فيها ، و من الطبيعي ان يحدث اسقاط لتلك الاسطورة العقائدية على الارض التي يعيشون بها. و ذلك الاسقاط الناتج عن التفاعل سيتحول بعد فترة زمنية الى سردية تاريخية كبيرة تلف المنطقة كلها،  و  بعدها ستنتقل الرواية من المخيلة العقائدية الى المخيلة التراثية و سيتم تدوينها باعتباره تراث تاريخي .

فمؤخرا ..   تم اضافة كتابات تاريخية حديثة و كتبت في الزمن الخامس ، حيث  نجد ان كثير من المؤرخين اليهود اليوم يكتبون حول تلك الشخصية (قورش) في كتب ضخمة و كثيرة و ينسبون لها الكثير من المنجزات التاريخية و الثقافية و الحضارية و القانونية و الخ ،  و هذه الكتابات ستصبح هي تاريخ ايران و تاريخ للمنطقة، بينما هي كتابات من رؤية يونانية و رؤية العهد القديم و لا دليل حولها.

لكن  هذه الرواية حصلت على شرعية اخرى  بجانب شرعية رواية اليونان و رواية العهد القديم، و جاءت هذه الشرعية من الزمن الخامس.

فتقريبا في القرن التاسع عشر .. اكتشف الغرب اسطوانة حجرية في العراق بحجم قارورة الماء و مكتوبة باللغة الاكادية ...... و هي الان موجودة في المتحف البريطاني. و اطلق على تلك الاسطوانة اسم اسطوانة قورش لانها تذكر شخص اسمه قورش.

لماذا نسبت لقورش ؟

الكثير من الباحثين في التاريخ في منطقتنا لم يستوعبوا بعد فكرة التاريخ الاستشراقي في دراسات التاريخ القائم على عقلية العهد القديم الصهيونية . هذا من جانب و من جانب اخر مازالت مركزية العقل الغربي هو المقياس لدينا ... و هذا ينعكس على اي محاولة لقراءة التاريخ بشكل سليم و التي تفتقد لثقة  الباحث في  تفكيره امام هذا الكم الكبير من دراسات الغرب ..و يستسلم لطريق الاستشراق لمنح مؤلفاته منهج علمي .

بالنسبة لي ............. فانا لا استطيع ابدا ابدا ابدا ان افهم اسباب تسمية تلك الاسطوانة باسطوانة قورش ، الا انها من باب اثبات و تاكيد وجود الزمن الثالث و  الرابع فقط لا غير .

الغرب لم يختار هذا الاسم لتلك الاسطوانة بشكل عفوي .... هو يريد تاكيد رواية العهد القديم ...و اثبات صدقها وفق الجغرافيا التي رسموها للعهد القديم و اسقطوها على المنطقة كلها .

لمن لا يعرف من هو قورش

كما قلنا ف قورش ( كورس في الكتابة اليونانية ) ملك فارسي قضى على الدولة البابلية و قام بتحرير اليهود من السبي الذي جرى لهم من قبل الملك بختنصر. و اليهود يعتبرونه كمخلص لهم و نبي ايضا ... شخصية مقدسة .

لكن  الحقيقة انك تضحك عندما ترى حجم و كمية الكتب التي يكتبها الغرب حول تلك الشخصية ( قورش) ... و تشعر بان هناك عملية فيها نوع من الاستهبال و الاستغفال للعقول ... بل تشعر و كان هناك محاولة حثيثة  لاخفاء حقيقة ما بتغطيتها بهذا الكم الكبير من الكتب التي تتحدث عنه ....  و في نفس الوقت لاتجد العقل لدى المؤرخين و الباحثين لدينا يدرك هذا او يشعر بهذا الشعور  .

فلو بحثت في الانترنت ستجد ان كثير من المؤرخين الغربين اليوم خصوصا الذين هم من خلفية يهودية يكتبون حول تلك الشخصية (قورش) مؤلفات ضخمة و كثيرة و ينسبون لها الكثير من المنجزات التاريخية و الثقافية و الحضارية و القانونية و الخ ،  و هناك مقالات طويلة في الانترنت حول شخصية قورش تحت عناوين كبيرة جدا، و  من بين تلك العناوين ( قورش الذي غير التاريخ القديم).

اشعر و كان الامر محاولة استعباط و عملية لحس على الدماغ .

هل تعلم بانه لا يوجد حتى اليوم اي دليل مادي و اثري الا دليل واحد بحجم اسطوانة مياة  يؤكد هذا الرجل و اعماله و منجزاته الضخمة و الكبيرة ؟!

تخيل معي .. اسطوانة بحجم قارورة الماء دليل على حقبة زمنية كبيرة ، بل دليل يؤكد و يثبت كل تلك المنجزات الضخمة لقورش ، هل بدات تستوعب هذا الامر ؟

لكن ..... لنفترض اننا مقتنعين بقصة تلك الاسطوانة . 

● لاحظ جيدا الى اسم قورش ( كورس باليونانية ) ستجده اسم بمنطوق يوناني بحت، اسم يوناني يعطينا احتمال كبير على انه منتج يوناني ضمن نظامهم اللغوي .

ما اهمية هذه الملاحظة ؟

الحقيقة انك تستغرب من رواية اليونان التاريخية عندما تذكر اسماء شخصيات او اسماء مواقع جغرافية او اسماء مدن ، ستجدها كلها بمنطوق يوناني  ........ و ليس هكذا فقط بل لا تنقلها باسمها المتعارف عليه بل تذكرها باسماء مختلفة تماما و لا تفهم السبب.

فمثلا عندما تتحدث رواية اليونان عن جغرافيا مصر تجدها تذكر اسماء يونانية و غريبة جدا و لا تشعر بانها اسماء تنتمي لمصر و تراثها ، فبعد ان قام الغرب حديثا بفك الكتابة الهيروغليفية وجدنا لغة مختلفة و منطوق صوتي مختلف تماما عن مسميات و منطوق الرواية اليونانية التي كتبت حول جغرافيا مصر، فرواية اليونان تذكر مدينة في مصر اسمها ( هليوبولوس ممفيس ) ، و اعتقد بان البعض لن يجد صعوبة في التاكد بانها تسمية يونانية و منطوق يوناني بحت.

الحقيقة ليست مصر بل حتى عندما اقرا تاريخ مكان اخر ، فبعد ان ا قراء رواية اليونان حول مكان اشعر و كاني ادخل عالم مختلف و زمن مختلف لا يمت للواقع اليوم باي صلة ، فمثلا عندما قرات بعض اوصاف جغرافيا اليمن من مصادر يونانية شعرت باني لا انتمي لليمن ، و لو لم اكن اعيش في اليمن و ادرك عمق و ارتباط الاسماء في جغرافيا اليمن بالزمن القديم ، لوصلت لقناعة بان اليمن كانت ارض يونانية و سكانها الاصلين يونانيون .

هل كانوا يترجمون الاسماء  بمعاني من داخل لغتهم ؟، فمثلا لو كان هناك شخصية اسمها ( جميلة ) سنجدها في رواية اليونان باسم ( بيوتفيليوس ) ، ام كانوا يترجمون نصوص في المنطقة بطريقة خاطئة ، ام كانوا يتعمدون كتابة سردية تاريخية مزورة لاغراض سياسية ؟ 

● لاحظ معي الى اسم ( فارس) ستجد ايضا انها لفظة يونانية بحته،  فحرف الفاء ( ف ) كما عرفنا في المقال السابق هو اداة تعريف قديمة في اللغة اليونانية القديمة، و حرف السين ( س ) ميزة عامة  في اللغة اليونانية.

و هذا الصيغة تجدها في كثير من مسميات اليونان.
فينكس
فارس
فلس - تين ( فلسطين)
-----------------------------------------
ملاحظة :  حتى اسم فلسطين  تسمية يونانية و لم تكن تعرف بهذا الاسم قديما و لم تعرف المنطقة هذه التسمية ، و لا ترد في مصادر التاريخ التي لدينا ، بل اسقطها الغرب على جزء من الشام لتتناسب مع الرواية الصهيونية .
-----------------------------------------

لكن بعد دخولنا الى زمن الرومان بعد انتهاء حقبة اليونان سنجد بان الصيغة اليونانية تتغير، ف يتم استبدال حرف ( ف ) بحرف اخر كاداة تعريف و هو حرف ( ب ) في اللغة اللاتينية.

فينيق = بونيق
فارس = بارس
فلس - تين = بلس - تين

حتى انها اصبحت تلفظ الان في اللغات الاوروبية اليوم  بنفس الصيغة اللاتينية و ليست بالصيغة اليونانية .. بينما نحن مازلنا ننطقها بنفس الصيغة اليونانية حتى اليوم ، و هذا يدل على ان الكثير من موروثنا التاريخي لم يكن توثيق بقدر ما كان ناتج عن رواية يونانية .

السؤال المهم :

هل  وضعنا قديما لم يكن الا  نسخة طبق الاصل من وضعنا اليوم،  فالغرب اليوم هو من يكتب تاريخنا بعد ان فك نقوشنا و مهمتنا مقتصرة على ترجمة ما كتبه الغرب، فهل كان الامر كذلك قديما ، و هل معظم الروايات التاريخية العربية التي اسست المخيال  التاريخي العربي ليست الا ترجمات من مصادر يونانية؟!

  اسم ( فارس ) اسم يوناني صرف ..... و يزيد نسبة الاحتمال لدينا باننا امام منتج يوناني صرف ضمن نظامهم اللغوي .

لكن ما اصل كلمة  فارس ؟

● لاحظ معي الى اسم ( كورس) الا يشبه اسم ( حورس ) الاسم الذي ذكرة اليونان بانه اله مصري و الذي على هيئة صقر ؟!

فهل يمكن القول ان (كورس) ليس الا (حورس ) ،  لكنها ترجمة مختلفة جاءت في زمن متأخر ؟

قد يكون هذا منطقي ..... فمادام و هذا الاله بحسب رواية اليونان كان مقدس لدى المصريين، فمن الطبيعي ان يحكم مصر و قام اليونان بتجسيده في الواقع برواية تاريخية  و لم يكن الصراع الا صراع بين مصر و بين اليونان ....... بين شخصية حورس مصر و شخصية اسكندر اليونان ، يبدو الامر منطقي خصوصا و انك تجد في نقوش مصر رسومات لحورس و هو يركب العربة الحربية التي تجرها الخيول و يقاتل .

لكن هناك ملاحظة : عندما تحدثنا في المقال الاول حول الثلاث الفجوات الموجودة في الزمن الرابع ، و التي تبدا مع ظهور كل نبي و تنتهي عند زمن الحديث حول كتابة الكتاب المقدس. 

و لو حاولنا القيام بعملية ضغط الزمن بين الفجوة الاولى والثانية عندها ستنطبق كافة نقاط الفجوتين ، فنكون امام نبي واحد و كتاب واحد فقط و مكان واحد . 

كورس = حورس = المسيح

الا تثير المعادلة السابقة اي انتباه لكم ؟

الا تتفق هذه المعادلة مع كثير من الكتابات التاريخية التي تتحدث عن تشابه و تطابق بين شخصية حورس التي تعرفنا عليها بعد ان استطاع الغرب فك الخط الهيروغليفي ، و بين  شخصية المسيح؟! ... فعندما تبحث في الانترنت ستجد كتابات تتحدث حول ان المسيح هو نسخة طبق الاصل من حورس في تفاصيل كثيرة جدا حتى في الميلاد .

فهل نحن امام رواية واحدة لكن بسيناريوهات مختلفة لشخصية واحدة فقط و هي طائر العنقاء المذكورة في روايات اليونان و كتب التراث ، الذي يعود الى عشه كل 500 عام و يحرق نفسه ليولد من جديد؟

- فقورش ( كورس ) يحرق بابل  - العنقاء يحرق عشه
- المسيح يصلب و يموت و سيعود من جديد - العنقاء يموت ليولد طائر اخر

{إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني } [المائدة : 110]

لاحظ ... كيف انه حتى النص القراني يتحدث عن الطير ايضا عند حديثه عن المسيح .

هناك قصة قديمة من التراث اليمني  ........  تتحدث حول طائر يسمى ( قور ) ، هذا الطائر تجد له قصص عديدة جدا في كثير من مناطق اليمن و يخاطب البشر ، و على لسان هذا الطائر تقال امثلة كثيرة  ،  و ربما هذه قصة هذا الطائر ستكشف لنا  شخصية ( قورش )  الحقيقية بصورة اكبر . ... لكن ساتركها لمقال اخر .

لكن ماذا لو ....... جربنا نفس المعادلة السابقة من خلال مطابقة الجغرافيا ، موطن قورش هو فارس و موطن المسيح اورسليم، لكن كما نعرف فان حرف الياء و الميم ( يم ) يمكن اعتبارها زائدة تماما كاسم ابراهيم و الذي ينطق ايضا ابراهه  .

لذلك فنحن نعتقد ان اسم اورسليم ليس الا هو اورس

فارس  = اورس
و كما قلنا بان حرف ( ف ) اداة تعريف في اللغة اليونانية ، و عليه فان فارس هي ( ارس ) .

2 - ارس ( اورس)  = اورس  = حورس

اعتقد ان المعادلة تكاد تنطبق تماما بنسبة كبيرة

لكن ماذا لو ادخلنا جغرافيا (حورس) للمعادلة السابقة ..... هل سيحدث لها توافق ؟ ، فحورس سيكون لدينا مكان اسمه هليوبوليس ، كما تذكره المصادر اليونانية بانه مقر عبادته في مدينة هليوبولس .

هليوبوليس = اورسليم

مدينة بولس = اورس ( مدينة المسيح)

مدينة بولس ... الا يذكركم اسم (  بولس ) باسم الرسول بولس  الذي هو الشخصية الثانية الاهم في الديانة المسيحية بل يعتبره البعض  بانه المؤسس الحقيقي للديانة المسيحية  .

هذا يقودنا الى سؤال الخطير : هل كان اليونان ساعتها يترجمون نص في المنطقة ....... و لم يكن تاريخ معاصر ، و قمنا نحن فقط باعادة ترجمتها و اعتقدنا اليوم بان زمنها كان في لحظة ترجمتها ، هل تاريخنا هو تاريخ ترجمات فقط و لم يكن تاريخ معاصر ؟!

● هل اسم قورش فعلا موجود في النقش ام اختراعات استشراقية ، و ان كان موجود هل هو المقصود في العهد القديم ؟

لانك تجد صعوبة بالغة في الانترنت في ايجاد النص الاصلي ل هذه الاسطوانة، حتى صفحة المتحف البريطاني حول تلك الاسطوانة الغيت و في موقع وكيبديا نجد ان النص الاصلي للاسطوانه مكتوب عليه ممنوع حقوق ملكية .

لكن عندما تقرا ترجمتها فهي تتكلم ....  عن مرودخ الهة بابلية قديمة و نحن نعرف من واقع النقوش البابلية المكتشفة و العديدة ، تواجد اسم مردوخ كثيرا بجانب شخصيات عديدة لكن لا ذكر لوجود اسم كورس . فتستغرب هل يعقل ان ذلك الشخص الذي غير العالم لانجد له اي ذكر له الا في اسطوانة حجرية واحدة و  بحجم اسطوانة البيبسي كولا فقط .

هناك نقوش عديدة و ضخمة في العراق و مصر و اليمن و مذكور فيها شخصيات و ملوك و ابطال كثيرون، و النقوش التي تتحدث حولهم كثيرة جدا ،  فلماذا لا نجد الغرب يؤلف حولها مثل تلك المجلدات الضخمة ، لماذا حورس بالذات الذي يملك اسطوانة صغيرة فقط .

الا يثير الامر ريبة لديكم ؟

● هل يمكن جعل اسطوانة بحجم قارورة الماء دليل على ذلك التاريخ الضخم ؟

لانه مش معقول ان اقوم بكتابة فقرة على ورقة فيها عدة جمل من بينها اني ملكت الارض و بعد ثلاثة الف سنة تتحول تلك الورقة الى مجلدات ضخمة في التاريخ و تصبح دليل على اني حكمت العالم .

لنفرض انها فعلا صحيحة 

● لدينا نقوش ضخمة و عديدة باللغة الاكادية التي عمرها اكثر من 2000 سنة قبل الميلاد ....... فاذا كانت الاسطوانة باللغة و الكتابة الاكادية، فلماذا لا نجد له اسمه مذكور في الواح اخرى الا في اسطوانة واحدة فقط  ؟.

الان ......  دعونا نفكر بشكل منطقي

عند النظر الى الزمن الثالث سنجد باننا آمنا بوجودة و دخلنا فيه من نقطة نهايتة و ليس من نقطة بدايته ....... لاننا استندنا على مركزيتين اثنتين في شرعيته و هذه الشرعية موجودة في نهاية الزمن : 

الرواية التاريخية لليونان ، و الرواية التاريخية للعهد القديم .

اعتمادنا و استسلامنا لتلك المركزية التاريخية جعلنا لا نشاهد الاخطاء التاريخية الفادحة ،  و منعنا من طرح اسئلة منطقية حولها .

فلو تمعنا جيدا في  تلك الشرعية، سنجد باننا امام روايتين تاريخيتين :

الرواية الاولى لا تحمل اي طابع ديني  فهي تبدو امامنا رواية  مراقب فقط تحمل صفة التوثيق و هي الرواية اليونان و  اما الرواية الثانية فتحمل جانب ديني مقدس و هي رواية العهد القديم،  لكن حدثت بين الروايتين زاوج اسس لولادة تاريخ هو الذي اصبح بداية الزمن الثالث،  و ذلك الزاوج بدأ من النقطة المشتركة بين الروايتين. 

ماهي النقطة المشتركة؟ 

النقطة المشتركة بين الروايتين هي شخصية كورس، لقاء اليونان بالشرق ... حروب اثينا مع فارس.

نعم البداية الحقيقة من هنا ........... فرواية اليونان تذكر تلك الشخصية و رواية العهد القديم تذكرها ايضا ....... و هذا اللقاء اسس لشرعية و حقيقة الزمن الثالث ، و عليه فان اي محاولة من قبل البعض لاعادة قراءة التاريخ يجب ان تبدا و تتركز حول هذه النقطة .

المشكلة في هذا الزمن الثالث هي اننا قبلنا رواية الاخر بسهولة، ثم بدل بحثنا عن اثبات للروايتين  .... لننطلق بعدها الى الزمن التالي ، سبقنا الغرب و قام بالمهمة بدلا عنا و وفر علينا عناء البحث و قدم لنا الدليل بشكل جاهز و قبلناه.

فوقعنا في ثلاثة أخطاء.

1- الخطأ الاول اعتماد رواية الاخر لنا كدليل صحيح.

كيف يمكن ان تعتمد رواية الاخر عنك كرواية رسمية صحيحة. هذه جريمة تاريخية و وطنية كبيرة، جريمة بحق المجتمعات و الشعوب لا يقوم بها اي عقل ساذج.

لان رواية اليونان و هي رواية تاريخية قديمة و لا يمكن اخذها هكذا بدون تحقيق ...... و جاءت من وعي لا ينظر للمنطقة بانها تنتمي له .........  انها رواية قوى طامعة خارجية ، فاذا كان الامر طبيعي لدى البعض.

فسنطرح سؤال مهم هل يمكن ان تقبل رواية امريكا او  بريطانيا للاحداث التي تجري حاليا في المنطقة ؟.

اما بخصوص رواية العهد القديم .....  فاذا كنا نشاهد الان مشروع استعماري داخل المنطقة متمثل باسرائيل، قدم و هو يحمل رواية العهد القديم ... رواية صهيونية مزورة كشرعية لتواجده و توسعه فكيف اذن تسلم بتلك الرواية؟!

2- الخطأ الثاني عدم بحثنا عن الدليل بأنفسنا على صحة تلك الروايتين .
فاذا كنا قد وقعنا في الخطا الاول فالمفروض على الاقل ان نبحث بانفسنا لنتاكد من تلك الروايتين.

3- الخطأ الثالث قبولنا بالادلة التي قدمها الاخر و سلمنا بمنطقيتها.
فاذا كنا وقعنا في الخطاء الثاني لكان من المفروض علينا عدم قبول ادلة الاخر ، كيف لنا ان نقبل دليل جاء الينا بسهولة و من طرف صاحب الرواية ، بل كيف لنا ان نقبل بتلك الادلة بدون تفكير حول منطقيتها و علميتها ؟!

لقد قدم لنا الغرب نقش واحد مسماري يثبت وجود كورس و داريوس و قدم لنا نقش هيروغليفي يثبت حكم اليونان بصورة سريعة.... لكن السرعة تلك  أدت به لارتكاب أخطاء كارثية كثيرة.

ماهي تلك الاخطاء الفادحة ؟

دعونا نقوم بعمل تصور شامل للموضوع

القرن التاسع عشر تميز بشيئين اثنين :

1- اكتشاف الغرب لعوالم جديدة و  ازمنة جديدة و قديمة عندما بدا الغرب في فك شفرات الكتابة و النقوش في المنطقة و بقية العالم.....كحاجة استعمارية استشراقية اكثر من كونها حاجة علمية صرفة..... فقدم لنا نقوشنا القديمة مفكوكة و جاهزة .

2-  اعيد طرح مشروع دولة لليهود في فلسطين بعد فشله اثناء حروب الفرنجة التي تسمي صليبية، وقد طرح من قبل نابليون لجعلها اداة  لخدمة فرنسا و مصالحها بما يضمن بقاء نفوذها.
لكن المشروع لم يتم و تاجل الى القرن العشرين على يد بريطانيا.

تحدثنا سباقا حول النقطة المشتركة بين الرواية التاريخية لليونان و العهد القدين ...... و هي عملية الزواج التي تمت بين الروايتين التاريخيتين،  الزواج بين رواية اليونان العادية و رواية العهد القديم الدينية ...... التي منحت الزواج شرعية لانجاب شخصية قورش كحقيقة واقعية و التاريخ المصاحب لها .

الان دعونا نتخيل المشهد

■ في القرن التاسع عشر مع بدايات عصر استكشافات النقوش القديمة، استطاع الغرب منح ذلك الزواج بين رواية اليونان و رواية العهد القديم  شرعية اخرى و هي الشرعية المادية الاثرية على الارض ...... فتحول الامر الى حقيقية مطلقة لا تقبل النقاش.

حيث سارع الغرب بتوزيع تلك الرواية اليونانية على جغرافيا المنطقة لتثبيتها و تاسيسها بشكل رسمي و علمي و مادي حتى تصبح هي الاساس لبنية الرواية التاريخية القادم بها للمنطقة.

■  و لان كورس حاكم فارسي و قام بتدمير بابل ..... فقام الغرب بالذهاب الى العراق و اكتشف نقش مذكور فيه اسم قورش ومكتوب باللغة الاكدية ، و ذهب الى ايران و وجد نقش داريوس باللغة الفارسية القديمة بالرغم من انها نقوش مسمارية لكنه قال لنا بانها لغة جديدة لتلك النقوش ( لغة فارسية قديمة ) ، و لان رواية مؤرخ اليونان تتحدث بان قورش احتل مصر، فذهب الغرب الى مصر و وجد نقوش تثبت حكم اليونان بعد طرد الفرس،حتى اصبح اسماء حكام فارس تكتب باللغة الهيروغليفية في مؤلفات التاريخ المصري الحالية ضمن سلسلة حكام مصر... بل انه وضع مسلسل زمني لحكام مصر  و فيها ملوك فارس و كتب اسمائهم بالكتابة الهيروغليفية

و بالرغم من الغرب سبقنا اولا في تقديم الدليل الا ان خطوته السريعة التي قام بها لتاكيد ذلك الزواج الشرعي بين رواية اليونان و رواية العهد القديم بشكل مادي ، جعلته يرتكب اخطاء كثيرة و فادحة و غير منطقية ، ادت الى صناعة فوضى تاريخية كبيرة و نحن لا ندرك. 

لنفكر بالموضوع من زاوية معينة

● التاريخ الرسمي يتحدث حول قورش و  بانه مات في عام ( 529 قبل الميلاد )، و اما المؤرخ اليوناني هيرودتس الذي عاش بين ( 484 ق.م - 425 ق.م) و الفرق الزمني بين الاثنين يصل تقريبا للمائة عام، لكن و بالرغم من ان هيرودتس يتحدث حول قورش لكن هيرودتس في نفس الوقت لا يذكر اي سيره في تاريخه حول اليهود او الدين اليهودي او السبي البابلي، بل لا وجود لأي ذكر لليهود في كتابات اليونان و روما الا بعد الترجمة السبعينية للتوراة.

فهل يعقل انه بعد مائة عام من وفاة قورش و لا يعرف هيرودتس شيء عن اليهود؟!

قد يكون هناك خطا ما ارتكبه هيرودتس في اغفاله لذكر اليهود.

● علينا البحث عن اسم اليهود في نقش قورش الذي قدمه الغرب لنا، لكن عندما نقرا النقش لا نجد اي ذكر لليهود او ملامح حول اليهودية، ربما هناك خطا ... و يمكن ان نقش داريوس يذكرهم، و داريوس هو الحاكم الفارسي الذي جاء بعد قورش .... لكن عندما نذهب الى نقش داريوس و الذي  يوجد عليه ايضا رسوم لجميع الاقوام التي حكمتها امبراطورية فارس و داريوس، ستجد بانه لا وجود اي ذكر لليهود او حتى اشارة لهم في النص.

هل يعقل بان هذا الحدث الكبير على حسب رواية العهد القديم حول قيام قورش بتحرير اليهود من السبي البابلي بعد تدمير بابل و لا نجد لهذا الحدث اي ذكر في نقوش منجزات قورش او من خلفوه ؟

● الان لنشاهد بوضوح الاخطاء التي وقع فيها الغرب.

1- اكتشف الغرب في العراق نقش مكتوب  باللغة الاكدية القديمة، عبارة عن اسطوانة حجرية بحجم قارورة الماء. و مكتوب النقش  بكتابة مسمارية .و قدم لنا ترجمة جاهزة تتحدث عن الاله مردوخ و قورش. و سماها اسطوانه قورش، و احتفظ بالنقش لديه في بريطانيا.

الغرب وجد نفسه امام مشكلة و هي اللغة الاكادية التي هي اكثر النقوش تواجدا في العراق،  فلم يستطع ان ينسب النقش الى لغة مختلفة و هي اللغة الفارسية لانها ستطرح سؤال : اين هي بقية النقوش الفارسية الاخرى في العراق؟. لماذا لا يوجد الا نقش واحد بالفارسية في العراق ؟

الموضوع سيثير تساؤلات و شكوك،  فاستسلم حول مشكلة لغة النقش و جعلها الاكدية لكنه في نفس الوقت احتفظ بالنقش لديه في متاحفه .

لكن حسب تصنيف علم الاستشراق الغربي فاللغة الاكدية هي لغة سامية و الاكثر قرب من العربية، و لان اللغة الفارسية حسب علم الاستشراق الغربي هي لغة هندواوروبية، فهذا الامر سيسبب بمشكلة .. . لماذا قورش لم يكتب نقشه باللغة الفارسية ؟، و اين هي اللغة الفارسية و اين هي بقية نقوش من خلفوا قورش ؟



2- فقرر الغرب الذهاب الى ايران ..... لاجل تثبيت روايته اكثر في الموطن الاصلي للامبراطورية و وجد نقش واحد، لكنه احتار امام النقوش فهي ثقيلة الحجم و منحوتة على الصخر و لا يمكن نقلها و اخفاءها، ثم اصطدم بوجود نقوش مسمارية .
فاصبح الغرب امام مشكلة صعبة جدا ، فلا يمكن نقل النقوش و اخفاءها و  هناك مشكلة ايضا في بقاء النقوش باللغة الاكدية، لانه عند ترجمتها حسب تفسيرات و ترجمات الغرب لابد ان تكون نفس ترجمات النقوش الموجود في العراق .

و حتى لا يتم يوما ما مطابقة النقش مع بقية نقوش العراق و نقش اسطوانة قورش. ابتكر لنا حيلة جديدة.

فاخترع لنا لغة جديدة و اسماها باللغة الفارسية القديمة، حيث قام بصناعة لغة جديدة بحروف مسمارية و قام بتبديل الحروف فيها بالطريقة التي ينتج عنها اسم داريوس الحاكم الذي جاء بعد قورش، و ابتكر لتلك النقوش لغة و سماها اللغة الفارسية القديمة و بحروف مسمارية لكن بطريقة مبدلة عن الحروف المسمارية الموجودة في العراق و قدم لنا ترجمة جاهزة للنقش .

فاصبح لدينا لغتان بخطان مسماريان ...... لغة فارسية بخط مسماري ، و لغة اكادية بخط مسماري ايضا .

و لان الترجمة الغربية تمت على اساس انتاج اسم داريوس ، فمن الطبيعي انه سيصعب على الغرب تثبيت اسم اليهود على النقش، لان النقش يعتمد على اساس تواجد اسم داريوس لاثبات حكم فارس.

لكن هذا الامر وضع الغرب في مشكلة اخرى، و هو عدم وجود نقوش كثيرة في ايران، و ستجعلنا نطرح سؤال:  اين هي بقية نقوش اللغة الفارسية التي تعود لتلك الحقبة، فخمسة نقوش لا يمكن ان توضح اي ملامح لغة منفصلة او اي مظاهر سياسية او دينية او ثقافية .

3- اما مصر و لاجل اثبات وجود فارس و حكم مصر، فقد قام بالامر من البداية .

كانت مهمة الغرب صعبة في مصر لان نقوش مصر كثيرة جدا و واضحة جدا، و لا يمكن ايجاد نقوش مسمارية ............ نقوش هيروغليفية كثيرة و بعض نقوش لما تسمى كتابة فينيقية .

و عندها ستبرز مشكلة امامهم، كيف يمكن اثبات حكم الفرس بنقوش لانه لا وجود لنقوش كتابة فارسية او اكدية لاثبات وجود الفرس عبر كتابة مسمارية سيكون الامر صعب لعدم تواجد نقوش مسمارية ، و ان وجدت و تم نسبها للغة الفارسية القديمة سيكون الامر مفضوح للجميع، لانها ستثير غرابة وجود نقش مسماري واحد يؤكد وجود فارس في مصر، و تطرح سؤال منطقي اين هي بقية النقوش المسمارية.

ولو قاموا ........ باثبات تواجد الفرس عبر ما يطلق عليها كتابة فينيقية و مخترعة سيكون الامر صعب ........ لان ما يطلق عليها الكتابة الفينيقية واضحة و لا يمكن اختراع اسم عبرها، و ان تم اختراع لغة منها عبر عملية تبديل حروف، سيكون الامر محل سخرية، لان لدينا لغة فارسية قديمة و مكتوبة بالخط المسماري و التي نسب لها نقش داريوس، و سيكون لدينا لغة واحدة بخطين مختلفين .
سيكون الامر مضحك ، فالفرس يكتبون لغتهم في كل مكان بحروف مختلفة .............. كذلك يصعب اثبات حكم الفرس عبر الكتابة  الهيروغليفية لان نقوش مصر ضخمة و سيتم كشفها .

لكن الغرب اوجد لنا  فكرة ان تواجد الفرس سيكون سهل بواسطة اليونان، لان اليونان حكموا مصر بعد القضاء على حكم الفرس. و مهمة اثبات حكم اليونان عملية سهلة . و قد تم اثبات هذا مسبقا بواسطة حجر رشيد و هو اكبر دليل ..... و بالفعل تم تثبيت ذلك، حيث تجد ان كتب و مراجع التاريخ المصرية الحالية و المعتمدة رسميا تتحدث  عن ذلك كحقيقة مطلقة، فنجد في سلسلة ملوك الذين حكموا مصر اسماء ملوك فارس و اليونان، ليس هذا فقط بل تم كتابة اسماء ملوك فارس و اليونان بالكتابة الهيروغليفية، لاعطاء بعد و طابع مصري قديم عليهم، بالرغم من عدم وجود اي نقوش هيروغليفية مدون عليها هولاء الملوك ما عدا بطليموس المذكور في حجر رشيد.   

لكن عند الاطلاع على حجر رشيد المكتوب بثلاثة حروف، هيروغليفية و ديموطيقة و يونانية، و هذا النقش يؤكد ان اليونان عندما قدموا الى مصر و حكموا مصر بعد القضاء على حكم الفرس لمصر ، كان المصريين ساعتها يكتبون بالهيروغليفية ............ و هذا يعني منطقيا ان الفرس عندما حكموا مصر كان المصريين يكتبون باللغة الهيروغليفية.

و هذا الامر جعل الغرب امام مشكلة صعبة، اذا كان الفرس حكموا مصر عندما كان المصريين يكتبون بالهيروغليفية ........ فاين هي النقوش الهيروغليفية حول حكم الفرس اذن لمصر  ....... لماذا لا نجد حجر مكتوب بثلاثة خطوط هيروغليفية و ديموطيقية و مسمارية  ؟!

هذه القصة التي وضعها الغرب من ايران الى العراق الى مصر اوقعت الغرب في اخطاء فادحة :

تخيل كيف ان هذه القصة جعلت الفرس و اليونان عاصروا اكثر من خمسة لغات و خمسة خطوط.

و  المضحك ان الفرس استخدموا ثلاث لغات و ثلاثة خطوط في تعاملاتهم ..... و قد اضحكني احدهم في هذه النقطة بقوله : ان التاريخ يتحدث بانه في عصر الامبراطورية الفارسية كانت التعاملات داخلها بثلاث لغات .
و هذا الكلام ليس عفوي بل متعمد ...... لان الغرب قد تنبه لهذه الثغرة ،  و تستطيع ان تتاكد من الثغرة التي حاول الغرب عدم لفت الانتباه لها ...... عند قراءة معظم المراجع التاريخية التي تتحدث حول تاريخ فارس ،  ستجد بانها تذكر فيها حقيقة تاريخية تقول ان الفرس تعاملوا بثلاث لغات ....... و عندما تقرا عن تاريخ ايران ستجد بان كبار المؤرخين لابد ان يذكروا تلك الحقيقة دائما .

لكن الامر بالنسبة لي مضحك.

●لغة فارسية قديمة بخط مسماري ( يؤكدها نقش داريوس في ايران)

●لغة اكادية بخط مسماري ( يؤكدها نقش قورش في العراق)
●لغة ارامية  ( يؤكدها اليهود الذي تم تحريرهم من قبل قورش).

و كتبوا بثلاثة خطوط  ........... مسمارية ايرانية ، مسمارية عراقية ، ارامية ........ ما الداعي اذن للكتابة بثلاثة لغات و بثلاثة خطوط؟ ....... و لماذا لم نجد النقوش الفارسية في مصر اذن؟

و لا تقول لي انهم ربما كتوبها بالهيروغليفية لان الامر سيكون اكثر سخرية  ...... لانه سيكون لدى الفرس اربع لغات و اربعة خطوط.

فلم كرتوني ساخر جدا. 
------------------

لكن هناك ملاحظة مهمة جدا يجب ان ينتبه لها الجميع:

لاحظ كيف ان العلم الغربي الاستشراقي يسمي لغة نقش داريوس بالاظافة الى ثلاث نقوش اخرى في ايران باللغة الفارسية القديمة، فتستغرب جدا من التسمية، لماذا ؟

لانه و  بالرغم من قله نقوش اللغة الفارسية القديمة التي بعدد الاصابع و التي لا نستطيع من خلالها ايجاد لغة واضحة و التاكد منها ....... لكن علم الاستشراق الغربي يصر و بشكل متعمد على تسميتها باللغة الفارسية القديمة ، بينما اللغة الاكدية التي تملىء نقوشها العراق ...... فان علم الغرب الاستشراقي لا يسميها باللغة العربية القديمة. لانه كما نعرف حاليا بان اللغة الاكدية هي اللغة  الاكثر قربا في منطوقها الى اللغة العربية و تستغرب ايضا لماذا لا يسمي اللغة الارامية باللغة العربية القديمة ؟

الغرب يسميها لغة فارسية قديمة ليعطي رابط و سياق تاريخي قديم للغة الفارسية حتى اليوم .....  بينما يتعمد قطع السياق التاريخي للغة العربية اليوم بتسمية اللغات القديمة بتسميات عديدة و مختلفة .... لقطع مخيلة الشعوب حاليا بين العربية و بين الماضي .

بل يصنف الفارسية بانها لغة هنداوروبية بينما يصنف الاكدية باللغة السامية ..... و هذا الامر يقطع اي رابط اتصال بين ايران و المنطقة ، بل يشعر الايرانين بان العربية لغة دخيلة عليه بواسطة حيلة اللغة الفارسية القديمة و  التي هي ليست من اللغات السامية.

اعتقد ان هذا ليس علم و ليس منهج علمي اطلاقا، هذا الامر اسميه بعملية غسيل فكري و استخفاف بالعقول .

------------------

لنعود للموضوع  لكن من زاوية اخرى

● لماذا الادلة التي تؤكد رواية الغرب تكون عبارة عن نقش واحد.

- فقورش تم تاكيده عبر نقش واحد
- و داريوس تم تاكيده عبر نقش واحد
- و اليونان عبر نقش واحد

● هل يعقل ان تلك الفترة الطويلة من الزمن لم تنتج لنا الا نقش واحد. هل يعقل ان تلك الامبراطوريات لم تنتج لنا الا نقش واحد؟

● لماذا الصدفة تتحقق دائما مع الغرب و تكون في بداية الامر دائما ... في بداية الخطوة .... لماذا الصدفة لم تاتي اليهم بعد مرور زمن طويل يكون العلم فيه اكثر متانة و تكون ساعتها الخبرة اكبر ؟

●لماذا الصدفة تحدث مرة واحده فقط ( نقش واحد) و تكون مع الغرب و في صالح رواية الغرب و لا تكون معنا او في صالحنا؟

● لماذا لا تحدث معنا صدفة اخرى .... و نكتشف نفس نقوش التي وجدها الغرب بالرغم من مرور 200 سنة تقريبا منذ ان فك الغرب نقوش المنطقة ؟

● لماذا نشعر بان نقوشنا تقف في صف الغرب دائما ؟

● لماذا لم يظهر حتى اليوم في نقوش المنطقة و برغم من المدة الطويلة من البحث و الاكتشافات الضخمة ،  اسم اي نبي موجود في رواية القران ، بينما الامر تحقق بسرعة و سهولة  في رواية العهد القديم في شخصية نبي اليهود (قورش)  ؟ ، بل لم تظهر حتى اليوم اي شخصية تاريخية من تراث المنطقة في نقوش المنطقة ؟

● لماذا جميع الادلة التي تؤكد رواية الغرب تكون دائما متواجدة لدى الغرب و يحتفظ بها في، و كانه يحتفظ بتاريخنا في سجن عنده ؟ 

- اسطوانة قورش في بريطانيا
- حجر رشيد في بريطانيا

● هل يعقل ان خلال فترة حكم الفرس و لم يتم فيها كتابة نقوش تتناسب مع هذه المدة الزمنية و هذه الامبراطورية الضخمة ؟!

المفروض ان ايران ممتلئة و تغرق بالنقوش في كل مكان و التي تتحدث عن تلك الحقبة و عن اسماء الملوك و مظاهر الحياة  فيها . فاين هي نقوش ايران ؟، خمسة نقوش ؟!، لنقل عشرة او حتى عشرين او 100 نقش لا تعبر بشكل منطقي و طبيعي عن تلك الحقبة ، و لا تقدم اي صورة واضحة لعقيدة او نظام سياسي او لغة واضحة او حياة اجتماعية . او تاريخ واضح. فكيف تم كتابة تاريخ ايران، ما هي اذن مصادر تاريخ ايران ؟

 
● بالرغم من ان رواية اليونان تتحدث بان الفرس عاصروا اليونان و احتكوا بهم و كونوا امبراطورية لكن لا تجد اي انتاج ادبي او ثقافي او تاريخي في تلك الفترة، بينما اليونان غزارة في الانتاج .

● لاحظ جيدا لنقطة لا يتنبه لها الكثير.

الم تلاحظ بان هيرودتس الذي يتحدث فيه عن تاريخ قورش و مصر و المنطقة ، كان يكتب على ورق او جلود ربما،  بينما نحن مازلنا نكتب نقوش على الحجر و لم ننتقل الى عصر الورق ؟

سؤال يحتاج الى جواب بصدق .... الا يثير هذا الشيء استغرابك؟!

ففي الوقت الذي نحن ندون فيه تاريخنا عبر كتابات على الاحجار يكون اليونان وحدهم من يدونوا على ورق و جلود ... و كاننا نعيش في عالم جدا بدائي و غبي ... و كاننا في عالم مختلف عن  عالم اليونان و لا نعرف شيء عن الورق او الجلود.
اذا كان المصريين القدماء قد كتبوا على اوراق البردي .. فكيف لا نرى اي دليل على الاوراق او على الجلود من كتاباتنا ، المفروض ان هناك كتب مكتوبة بالخط المسماري على الورق. لكن كلها على الطين .

●   لماذا لم لا نجد حتى اليوم .... كتب ورقية او جلدية من عصر قورش و مكتوبة بالخط المسماري و باللغة الفارسية او الاكادية و تؤكد وجود تلك الشخصية و ذلك الزمن الثالث  ؟

----------------

دعونا نرتب ما سبق

نحن دخلنا هذا الزمن ( الزمن الثالث ) من نهايته و ليس من اوله ، لان هذا الزمن لا يملك شرعية وجوده في بدايته ، فنحن لا نلك اي وثيقة تاريخية غير رواية اليونان تربط بين الفينقين و فارس، بينما في نهاية هذا الزمن ظهرت وثائق اخرى غير الوثائق اليونانية تؤكد شرعية هذا الزمن ... لكن من نهايته فقط :

-  وجود اسم الملك الفارسي( قورش) الذي تتحدث عنه رواية اليونان التاريخية في كتاب العهد القديم، حيث يعتبر اليهود قورش كملك و نبي و خلصهم من السبي البابلي .

  - اكتشاف الغرب لنقش واحد مكتوبة بخط مسماري باللغة الاكدية تتحدث عن شخص اسمه قورش و موجود هذا النقش في بريطانيا تحت مسمى اسطوانة قورش .
  -
  - اكتشاف نقش في ايران بخط مسماري و يتحدث عن داريوس الذي جاء بعد قورش و يرد اسمه في رواية اليونان التاريخية .

  لكن  هذه الوثائق ايضا لا تملك شرعية قوية لعدة اسباب :

1- لا يمكن الاعتماد على كتاب العهد القديم في اثبات وجود قورش ، لانه لا يمكن استبعاد ان وجود اسم قورش في العهد القديم جاء من تاثير رواية اليونان التاريخية ، لانه كما يعرف الجميع بان كتابة  العهد القديم جاءت بامر سياسي لحاكم  يوناني، بل ان اول نسخة من العهد القديم كانت مكتوبة بلغة يونانية ........ و بالتالي يكون كتاب العهد القديم مازال بمثابة وثيقة يونانية و يدخل من ضمن الرواية اليونانية الاصلية و ليست رواية طرف اخر .

2- رواية هيرودت حول فارس مع اثينا لا يرد فيها اي حديث عن ديانة اليهود او حادثة تخليص قورش لليهود من السبي .

2- اما النقوش المكتشفة فهي تثير الشك الكبير جدا حول صحتها لعدم منطقيتها ، لانه هل يعقل ان ذلك الزمن الطويل و المليئ بالاحداث لم ينتج منه الا اسطوانة بحجم قارورة الماء و فيها اسم قورش ، و لا يتحدث النقش عن اليهود ابدا او تخليصهم من السبي، بل يتحدث في موضوعات مختلفة، حتى نقش داريوس مكتوب بنقش مسماري لكن لا يتحدث عن شيء اسمه يهود .


----------------

هذا الرحلة في الزمن الثالث و الاسئلة و الملاحظات التي وجدناها ... مهمة جدا ... و ستساعدنا في فهم و استيعاب اشياء عديدة :

● فهم الاسباب التي جعلت من مؤرخ ايراني ذو توجه قومي و متعصب يصدر كتاب قبل فترة عنوانه ( قرنين من الصمت ) يتحدث عن طمس تاريخي لحضارة فارس بعد دخول الاسلام.

فهذا المؤرخ ربما تعصبه القومي منعه من التفكير المنطقي و من طرح تلك الاسئلة السابقة في عقله حتى يبدا يستوعب فكرة انه قد يكون يعيش داخل زمن وهمي لم يكن له حقيقة  على الواقع .... مجرد قصص تسكن في المخيلة و لم تحدث ابدا . مثل قصص الرسوم المتحركة التي نشاهدها في التلفاز

● فهم الاسباب التي جعلت مؤرخ ايراني اخر يتحدث بان ايران لم تكتب بعد تاريخها الحقيقي و كله تاريخ كتبه الغرب وفق رواية العهد القديم .

● فهم و استيعاب اسباب اصدار اسرائيل لعملة عليها صورة ترامب و صورة تخيلية للملك قورش ؟! ........و لماذا تم اختيار شخصية قورش بالذات دون غيرة ...... و بان هذه الخطوة الرمزية ليست الا لتاكيد اخر لذلك الزمن ؟!.

اخيرا ... سانقل لكم مقتطف صغير من حديث ل مؤرخ و مفكر ايراني ناصر بوربيرار :

" لا يوجد ــ لا من المنظور الجغرافي ولا التاريخي ــ قوم عرفوا في ما بعد بالاخمينيين حيث لا نجد منهم أي سابقة تاريخية لا في ايران ولا في بين النهرين، وهذه الحيرة تنتاب كافة المؤرخين ان نشوء قورش (كوروس ) كان نشوءا مفاجئا وقد تم بين ليلة وضحاها. فالمصدر القديم الوحيد حول قورش الذي يذكر اسمه بصراحة هو التوراة حيث نري في هذا الكتاب اولي سمات ظهور قورش وفي ما عدي ذلك لا توجد اية وثيقة حول هذا الشخص. لقد كان هناك حركة في بلاد بين النهرين و ايران حتى جاء قورش(كورس) فجاءة ، حيث نري عقب ذلك صمتا يسود بين النهرين وايران."

هذه خلاصة الزمن الثالث ببساطة

انتهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق