الاثنين، 22 أكتوبر 2018

5- تفكيك الزمن الصهيوني - زمن ظهور الاديان

لابد من ملخص بسيط، للمقالات السابقة ، لمن فاته قراءتها . 


في المقالات السابقة قسمنا زمن المنطقة الى خمسة ازمنة : 


1- الزمن الاول : هو من بداية اول حضارة في المنطقة و ما تلاها من حضارات حتى ظهور رواية اليونان على مسرح المنطقة. 

2- الزمن الثاني: هو زمن الفينقين.

3- الزمن الثالث : هو زمن فارس . 

4- الزمن الرابع : و هو زمن الاديان و اقصد به الزمن التي ظهرت فيه الاديان الثلاثة، و هو من بداية رواية الديانة اليهودية 550 ق.م - حتى عام 860م .  

5- الزمن الخامس : من عام 860 م تقريبا و حتى اليوم. 


■ و اجلنا الحديث عن الزمن الاول لسبب منطقي و هو اننا في رحلتنا هذه لتفكيك زمن المنطقة ، انطلقنا سيرا فوق خط الزمن بشكل متتابع و مرتب، و اثناء سيرنا من الزمن الثاني الى الثالث الى الرابع لم نكن نعرف ابدا ساعتها شكل الزمن الاول الا عندما دخلنا الزمن الخامس و تحديدا في الزمن الحديث المعاصر بعد ان قام الغرب بفك نقوشنا و اخرجوا لنا صورة الزمن الاول، و هذا الشيء يفرض علينا تاجيل الحديث عن الزمن الاول الى ما بعد خروجنا من الزمن الخامس . 


■ وتحدثنا عن الزمن الثاني باختصار حول رواية اليونان التاريخية حول شعب اسمه الفينقين يمتد من اسبانيا و شمال افريقيا الى الشام و قادم من وراء البحر الاحمر لكن لا تعرف شيء واضح هل كانت له لغه واحدة و او عقيدة واحدة ، و في هذا الزمن لا نملك اي رواية تاريخية سوى رواية اليونان تؤكد هذا الزمن ، و لا توجد رواية تاريخية اخرى غير اليونان تتحدث عن شعب اسمه فينقين، كذلك لا نعرف ما طبيعة العلاقة بين الفينقين و فارس و ما هو موقف الفينقين من صراع فارس و اثينا . هذا الزمن لا يمكن التاكد منه ، لانه يبدا من نهاية الزمن الاول و ينتهي عند رواية اليونان حول حروب فارس و اثينا ، لكن لا نملك اي وثيقة تاريخية من نقوش المنطقة يرد فيها اسم الفينقين و لا نملك وثيقة تاريخية من الحضارة الفارسية او اي حضارة اخرى غير اليونان تتحدث عن الفينقين . و نحن في هذا الزمن نقرا سردية تاريخية يونانية فقط . 


■ اما الزمن الثالث فتحدثنا عنه ، و قلنا اننا دخلنا هذا الزمن من نهايته و ليس من اوله ، لان هذا الزمن لا يملك شرعية وجوده في بدايته ، فنحن لا نلك اي وثيقة تاريخية غير رواية اليونان تربط بين الفينقين و فارس، بينما نهاية هذا الزمن ظهرت وثائق اخرى غير الوثائق اليونانية تؤكد شرعية هذا الزمن لكن من نهايتة : 


- وجود اسم الملك الفارسي( قورش) الذي تتحدث عنه رواية اليونان التاريخية في كتاب العهد القديم، حيث يعتبر اليهود قورش كملك و نبي و خلصهم من السبي البابلي . 


  - اكتشاف الغرب لنقش واحد مكتوبة بخط مسماري باللغة الاكدية تتحدث عن شخص اسمه قورش و موجود هذا النقش في بريطانيا تحت مسمى اسطوانة قورش . 

  - 

  - اكتشاف نقش في ايران بخط مسماري و يتحدث عن داريوس الذي جاء بعد قورش و يرد اسمه في رواية اليونان التاريخية . 


  لكن هذه الوثائق ايضا لا تملك شرعية قوية لعدة اسباب : 


1- لا يمكن استبعاد ان وجود اسم قورش في العهد القديم جاء من تاثير رواية اليونان التاريخية ، لانه كما يعرف الجميع بان كتابة العهد القديم جاءت بامر سياسي لحاكم يوناني، بل ان اول نسخة من العهد القديم كانت مكتوبة بلغة يونانية . 


2- رواية هيرودت حول فارس مع اثينا لا يرد فيها اي حديث عن ديانة اليهود او حادثة تخليص قورش لليهود من السبي . 


2- اما النقوش المكتشفة فهي تثير الشك الكبير جدا حول صحتها لعدم منطقيتها ، لانه هل يعقل ان ذلك الزمن الطويل و المليئ بالاحداث لم ينتج منه الا اسطوانة بحجم قارورة الماء و فيها اسم قورش ، و لا يتحدث النقش عن اليهود ابدا او تخليصهم من السبي، بل يتحدث في موضوعات مختلفة، حتى نقش داريوس مكتوب بنقش مسماري لكن لا يتحدث عن شيء اسمه يهود . 



------------------------------


اليوم سنتكلم عن الزمن الرابع - و الذي ساسميه الزمن الديني 


تحدثنا في المقال الاول عن الزمن الرابع ( الزمن الديني ) بشكل مختصر كمقدمة ، لكننا قلنا ... بان هذا الزمن يحتاج الى حديث مطول عنه بسبب غرابته ، لان هذا الزمن مليء باحداث متاشبهة و متطابقة و يوجد على مساره عدة فجوات تاريخية غريبة ، و نقصد ب الفجوة مدة زمنية لا توجد لها وثيقة تؤكدها ، بل الغريب ان الفجوات متطابقة في طولها الزمني و التي تصل الى 300 سنة تقريبا . 


و زمن الفجوات يبدا من تاريخ بداية ظهور نبي ، و ينتهي عند تاريخ كتابة الكتاب الديني او جدال حول الكتاب الديني . 


● فاليهود لديهم ثلاث فجوات : 


1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ظهور قورش الملك الفارسي الذي خلصهم من السبي و تنتهي عند زمن بداية الترجمة السبعينية للعهد القديم و هي تقريبا 300 سنة. 


2- الفجوة الثانية و هي نفس فجوة المسيحية. فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث عن بدايات المسيحية و عن الزمن من ميلاد المسيح و حتى مؤتمر نيقة . 


3- الفجوة الثالثة و هي نفس فجوة الاسلام، فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث بدايات الاسلام و عن النبي محمد و حتى حادثة خلق القران . 


● اما المسيحين فلديهم فجوتين : 


1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ميلاد المسيح تنتهي عند زمن كتابة العهد الجديد 

2- الفجوة الثانية لاتوجد لدى المسيحين رواية تاريخية كاملة لبدايات الاسلام و حتى حادثة خلق القران. 


● اما المسلمين فلديهم فجوة واحدة : 


1- الفجوة التاسيسية التي تبدا من ميلاد النبي محمد و حتى حادثة خلق القران و هي تقريبا 300 سنة .  


                   

ماهو الغريب في الزمن الرابع ( الزمن الديني ) ؟ 


زمن الفجوات يبدا من تاريخ بداية ظهور نبي ، و ينتهي عند تاريخ كتابة الكتاب الديني او حدوث جدال حول الكتاب الديني . 


● ففجوة اليهود تبدا من ظهور قورش و تنتهي عند زمن بداية الترجمة السبعينية للعهد القديم و هي تقريبا 300 سنة. 


● اما فجوة المسيحين فتبدا من ميلاد المسيح و تنتهي عند زمن كتابة العهد الجديد . و هي تقريبا 300 سنة. 


● اما الفجوة لدى المسلمين فتبدا من ميلاد النبي و حتى حادثة خلق القران و هي تقريبا 300 سنة . 



شيء لا يدخل العقل . 


300 سنة تقريبا بدون تدوين لرواية تاريخية كاملة ، ثم 300 سنة اخرى ، ثم300 سنة اخرى تقريبا ، بمجموع 900 سنة تقريبا خلال 1300 سنة بدون تدوين . 


 امر لا يمكن ان يقبله دماغ انسان عاقل ابدا. 


 

هناك ايضا .... شيء اخر غريب في هذا الزمن 


المدة الزمنية بين ظهور نبي و نبي اخر 


● المدة الزمنية بين قورش و المسيح هي تقريبا 550 سنة 


● المدة الزمنية بين المسيح و النبي محمد هي تقريبا 550 سنة



و هناك شيء اخر اكثر غرابة في هذا الزمن


المدة الزمنية بين كتابة كتاب ديني و ظهور نبي 


● المدة الزمنية بين الترجمة السبعينية للعهد القديم و حتى ميلاد المسيح هو تقريبا 250 سنة . 


● المدة الزمنية بين مؤتمر نيقة و اعتماد الاناجيل الرسمية و حتى ميلاد النبي محمد هو تقريبا 250 سنة . 


امر عجيب و غريب ... فعلا 


هل هي الصدفة ، ام نحن امام ظاهرة تمثل تقليد راسخ يدخل ضمن معالجة مفهوم الزمن في ثقافة ما، بمعنى هل سارت المنطقة بهذه الطريقة من قديم الزمان ، ام ان هناك لعبة خبيثة بالزمن ؟ 


بالنسبة لي : لا اعتقد ان الامر صدفة اطلاقا ، انا متاكد بل اجزم بان هناك حلقة مفقودة ، و بحثنا عن تلك الحلقة يتطلب مننا طرح جميع الاحتمالات الممكنة ....... و يجب تحليل تلك الاحتمالات بمنطق. 




هناك ثلاثة احتمالات من منظوري الشخصي، و هي : 


● الاحتمال الاول .... ان يكون امر طبيعي يدخل ضمن معالجة دينية للزمن ، و نحن امام وعي زمني متشابه و كانها ثقافة راسخة ..... لديها طريقة واحدة في معالجة مفهوم الزمن.  


● الاحتمال الثاني .......... هو ان تكون الاديان الثلاثة انشقت و انفصلت في وقت واحد ... بمعنى ، اننا وفق المخطط المرسوم في الصورة ، فاننا سنقوم بضغط الثلاثة ازمنة في زمن واحد فقط و يملك فجوة واحدة، حتى نتخلص من تلك الفجوات المتشابهة و التي لها نفس الطول الزمني تقريبا. 


● الاحتمال الثالث ..... ان الزمن معكوس .... نعم، الزمن معكوس . 



لكن لماذا هذه الاحتمالات الثلاثة فقط؟


قبل شرح و نقاش هذه الاحتمالات و الاجابة على السؤال، يجب علينا اولا ، ان نتعرف على تصورنا الحالي للزمن الرابع ( الزمن الديني )، و بعدها يجب ان نتعرف على معنى الزمن بشكل عام ثم علينا معرفة تعريف الزمن في ثقافتنا ، بالبحث من تراثنا من القديم و حتى اليوم . 



كيف نتخيل هذا الزمن الرابع ؟ 


ساحاول ان اصف فقط تصور هذا الزمن في الوعي العام


■ في هذا الزمن دخلناه بشرعية رواية التوراة، التي تتحدث عن ملك فارسي حررهم من السبي البابلي، فما دامت اليهودية تذكره فطبيعي انها عاصرته ، و تؤكد شرعية هذا الشيء ان رواية اليونان تؤكد هذا الزمن التي تتحدث عن قورش ملك فارس و صراع اليونان مع الفرس، بالرغم من ان هيرودت لم يتحدث اطلاقا في تاريخة حول اليهود و لم يذكر حادثة السبي . زادت شرعية دخولنا لهذا الزمن مؤخرا بوصول رجال غربين قاموا بفك نقوش في العراق و استخرجوا اسم قورش من بين النقوش كدليل يزيد من تاكيد هذا الزمن اكثر في وعينا، لندخل هذا الزمن بخطوات ثابتة و عمياء . 


ملاحظة : حديثي في هذه النقطة يجعلني مضطر ان اخرج الى موضوع جانبي لكنه مرتبط ، لان الوقت اصبح مناسب ، لاشرح نقطة للجميع حول المنطلقات و الاسباب التي جعلتني انبه القارىء لنقطة هامة و خطيرة تحدثت عنها في مقال سابق ، حول العملة المعدنية التي اصدرها كيان الاحتلال الصهيوني ، و التي عليها صورة لترامب و صورة للملك الفارسي قورش، و التي ربما لم يفهم و يستوعب الكثير ، لماذا اختاروا صورة الملك قورش بجانب ترامب؟، لان القصة بدات من ذلك الزمن ، نعم .. الزمن الصهيوني بدا من تلك النقطة ، و هذا الكيان الصهيوني و القوة الغربية التي تقف خلفه ليسوا سذج فهم يعرفون من اين تؤكل الكتف ، ف الغرض الحقيقي لتلك العملة هو تثبيت و تاكيد اكثر لذلك الزمن فقط في الوعي ، و اعطاء شرعية لدخول الجميع في ذلك الزمن ، و هي نفس الشرعية التي استخرجوها بالغصب و القوة من نقوش العراق للتدليل و التاكيد على وجود ملك اسمه ( قورش ) . 


حاولت ان انبه لهذه النقطة ، حتى يستوعب الجميع كيف يتحرك المشروع الصهيوني الغربي و كيف يفكر ، فنحن نواجه عقل يقض و ذكي يتحرك في قضايا لا ينتبه لها الكثير ، و قد تبدو شكلية و تفاصيل غير مهمة لدى البعض، بينما هي قضايا جوهرية فعلا في حساباته ، لانه يدرك جيدا بان اصل القصة بدات من هناك ... انه يدرك القصة جيدا.  



سنترك هذا التفصيل في مقال اخر و لنعود لصورة هذا الزمن في الوعي العام . 


■ دخلنا هذا الزمن من نقطة البداية و بشرعية تلك النقاط السابقة و مررنا بتلك الفجوات حتى وصلنا الى نهاية الفجوة . 


لماذا هي فجوة ؟ 


لان الترجمة السبعينية للعهد القديم لم تظهر الا بعد ظهور قورش ب 300 سنة ، بل لا توجد اي وثيقة اخرى تؤكده غير رواية اليونان، و عندما تقرا رواية اليونان لدى هيرودت الذي جاء بعد قورش تقريبا بمائة عام ، لا تجد اي ذكر لموضوع يهود او حديث حول سبي بابلي ابدا .  




■ نحن في عام 250 ق.م ...على خط التاريخ ... و قبلها لا نعرف شيء حول المنطقة ، و له ارتباط باليوم كدين و لغات و الخ ، و مع دخولنا هذا التاريخ بدانا نتعرف على دين جديد، ظهر دين جديد فجاءة ...... و بدون مقدمات او سياق تاريخي و بدون وجود ارضية سابقة تعطي لظهوره بعد منطقي و موضوعي.... لكن وفق تصورنا السائد فهو دين خاص بقوم او شعب .... منفصل تماما عن المنطقة ، و عليه فهو دين غير اديان المنطقة ... لكننا في ذلك الوقت لا نعرف اديان المنطقة قبل اليهودية، و يبدا سير الزمن يمر حتى نقرا موضوع حول الكتابة السبعينية للعهد القديم و بدانا عندها نتعرف على لغة جديدة اسمها الارامية و يقال ان العبرية تطورت منها ...... فقبل اليهودية لا نملك معلومات حول لغات المنطقة. 



لكن السؤال :

 ما اهمية هذا الحدث عندما يطلب حاكم يوناني من سبعين رجل دين تقريبا يقومون بكتابة العهد القديم حتى يضمها لمكتبة الاسكندرية ، لماذا سبعين؟ ، هل الموضوع صعب لهذه الدرجة؟! هل كتابة نص ديني ينتمي لهم و خاص بهم يحتاج الى كل هذا العدد الكبير ؟، ثم اليس من المنطقي ان يكتب الانبياء كتبهم بانفسهم، لماذا لم يكتب قورش الكتاب او يامر بكتابته او اي ملك فارسي بحكم انه يعود لهم الفضل بتحرير اليهود من السبي ساعتها، لكن الغريب ..... ان اليونان اعداء فارس هم من توكلوا بمهمة كتابة العهد القديم. 


لماذا يهتم الحاكم اليوناني باليهودية فقط و اين بقية اللغات و الاديان، حتى اللغة القبطية حسب قولهم بانها لغة مصر ساعتها لم تحضى باهتمام ملك اليونان و لم يفكر بجمعها و هو يسكن عندهم، و لم يفكر حتى بجمع عقيدة الاقباط ساعتها او يهتم بها ؟ 


و كان الزمن في هذه النقطة يحاول ان يقول بان اليهودية و لغتها هي المتسيدة في الزمن كله . بالرغم من اننا في فضاء جغرافي محصور بمصر . 


 هنالك نقطة اخرى ........ حسب كتب التاريخ فانه من اسباب الترجمة السبعينية للعهد القديم، بان اليهود كانوا يجدون صعوبة في تعلم العبرية ...... غريب و عجيب ..... كيف تكون لغتهم و لا يعرفونها ؟ ، اذن كانوا ساعتها يتكلمون لغة مختلفة ايضا غير لغة الكتاب العهد القديم،لماذا؟


و هناك نقطة اكثر اهمية ، اذا كانت اليهودية ديانة حقا خاصة بجماعة لديها دين خاص بهم و لهم لغتهم، فهل يعقل بان كتابهم المقدس تكون اول نسخة منه بلغة قوم اخريين ( اليونانية) ، بل هل يعقل ان يكون كتابهم المقدس ظهر نتيجة قرار سياسي ؟! ، و هل يعقل بان كتاب ديني خاص بقوم يظهر نتيجة عملية ترجمة ... اي ولادة من اللغة اليونانية الى لغتهم الاصلية و ليس العكس ؟ هل يعقل بانه لم يكن لديهم كتاب مقدس ثم يكتشفون كتابهم من خلال لغة اخرى ؟! 


في هذا الزمن تعرفنا على اللغة الارامية و و هي لغة ذلك الوقت و ذلك المحيط، و ظهرت نتيجة لامر من حاكم يوناني ، و انبثقت نتيجة ترجمة كتاب مقدس من اللغة اليونانية الى اللغة الاصلية الارامية . 


في هذا الزمن نجد له نكهة يونانية اكثر من النكهات المحلية . 


■ ثم نمر على الزمن لمدة 250 سنة ، و ندخل الى فجوة جديدة عندما يولد السيد المسيح و تخرج المسيحية من صلب الزمن اليهودي، بناء على شرعية قصة السيد المسيح كمخلص لبني اسرائيل، فهو رسول لهم لخلاصهم، لكن يتم صلب السيد المسيح من قبل الرومان بتحريض من اليهود وفق عقيدة المسيحين . 


ثم نستمر بالسير حتى نهاية الفجوة ........ عندها يتم اعتماد الكتاب المقدس باللغة السريانية بناء على امر حاكم روماني و يتم اعتماد العهد القديم ضمن الكتاب المقدس ، و يقال بان السريانية ولدت من رحم الارامية ، و حتى هذه النقطة يكون لدينا ديانتان في الوعي و لا يعرف غيرهما، و لغتان و لا يعرف غيرهما في هذا الزمن . .. و لهما اثر الى اليوم ... و غير ذلك لا اثر . 


لماذا هي فجوة ؟ 


لانه لا توجد اي وثيقة توكد هذا الزمن في كتابات اليهود ، لا قصة المسيح و لا احداث قصة المسيح ، و لا توجد نسخة من الاناجيل بعمر ذلك الزمن. 


ايضا في هذه الفجوة ( 1م - 320 ) ..... فبالرغم من ان الرواية الرسمية تقول بان السيد المسيح كانت لغته الارامية لكنه كان يتكلم العبرية ايضا في النقاشات الخاصة و الدينية ، فتستغرب لماذا يتكلم المسيح لغتين ، هل كان هناك لغة عامة و لغة دين . 


اذن في عهد ميلاد المسيح تكون اللغة العبرية قد ظهرت فجاءة و اصبحت لغة العهد القديم ، و عندها لن يكون هناك لغتين بل ثلاث لغات لا يعرف غيرهما في هذا الزمن . 


 و يتم تفسير هذه الفجوة ، بمقولة مختصرة تقول ان العبرية خرجت من رحم الارامية. 


 اما العهد الجديد فقد كتب باللغة السريانية، و هنا تستغرب جدا، كيف ان كتاب مقدس و يجب ان يحافظ على منطوقة الاصلي و لغته الاصلية لغة المسيح ثم يصبح بعد تقريبا 250 سنة بلغة جديدة مختلفة . 


لكن يتم تفسير هذه الفجوة الغير منطقية بمقولة مختصرة ايضا تقول ان السريانية ولدت من رحم الارامية. 


لكن هل يعقل ان لغة تنفصل و تنشق عن لغة ما خلال 250 سنة فقط ؟! ، خصوصا و ان الموضوع كبير و خطير مرتبط بلغة كتاب مقدس و يجب ان يستمر بنفس لغة السيد المسيح الارامية .. و لدينا امثلة حية حاليا .. فنحن مازلنا نقرا اليوم نصوص عمرها اكثر من 1000 سنة و نفهما بسهولة، و مازلنا ملتزمين باللغة الاصلية و قواعدها . 



هناك فجوة اخرى ..... و هي انتشار اليهودية في جميع انحاء المنطقة ، فبعد ان حررهم قورش من السبي البابلي حسب الرواية الصهيونية و يعودون الى فلسطين ، لكنهم يخرجون مرة اخرى منها و ينتشرون في المنطقة كلها خلال هذه المدة 300 عام بشكل مفاجىء ، فتجد اليهود في اثيوبيا و في اسبانيا و في مصر و العراق و سوريا و اليمن .... 


لكن يتم تفسير هذه الفجوة حسب الرواية بمقولة مختصرة تقول ان الرومان خربوا هيكلهم و اسقطوا دولتهم تقريبا في عام 90م و بعدها هاجروا الى كل المنطقة... و هنا ...... تتخيل في هذا الزمن جماعات بشرية من الرجال و معهم النساء و الاطفال و الشيوخ و الاثاث و الحيوانات يخرجون من نقطة فلسطين و يقطعون تلك المسافات الكبيرة على اقدامهم و فوق الحيوانات بحثا عن اراضي جديدة غير ارضهم ليستقروا بها. 


 

في هذه النقطة ...... نحن الان في فضاء صغير يدور في منطقة جغرافية معينة و هي القدس . و لا نعرف اي فضاء اخر ... لكن هذا الفضاء يعبر عن الشام و العراق بشكل خاص. لان وفق تصور الكثير اليوم بانه في هذا الزمن ... فالسريانية لغة الشام و العراق . و مرتبط بمصر لان الارامية و العبرية كتبت في مصر . 


حتى هذه النقطة تكون اللغة الارامية قد اختفت تقريبا ، و تظهر اللغة العبرية و السريانية و القبطية . و هناك ديانتان اليهودية و المسيحية . 


في هذه الفجوة نلاحظ ان الزمن له نكهة رومانية بلغة يونانية اكثر من النكهات المحلية . 



■ ثم ندخل الفجوة الثالثة ( 570م الى 860م)


يخرج دين جديد بشكل مفاجىء ... بالرغم من انه يحمل مفاهيم مشتركة مع الاديان السابقة، لكنه مختلف عن الاديان السابقة بلغته و بروايته التاريخية المختلفة و بفضاءه الجغرافي المختلف و بمسميات الرب المختلفة و بكتابه الديني المختلف و الذي لا يشبه تماما الاسلوب الذي مشت عليه الكتب السابقة .ثم ينتشر عبر المنطقة من اسبانيا و حتى حدود الصين 


غير منطقي ابدا


 لماذا هي فجوة ؟ 


لان جميع النصوص الاولى العربية ظهرت بعد هذه الفجوة .. فلا توجد وثيقة كتبت خلال ذلك الفجوة و دونت احداث ساعتها و بشكل مباشر ، و لا توجد رواية رسمية متكاملة لدى اليهود و المسيحين حولها . 


ايضا هناك فجوة حول اسباب انتشار الاسلام في هذا الفضاء الجغرافي الكبير و الشاسع، و هي تشبه الفجوة لدى اليهود، التي حاولت تفسير اسباب انتشار اليهود في المنطقة بتفسير مختصر حول خراب الهيكل و دمار دولتهم على يد الرومان. فنفس الامر لدى الرواية الاسلامية حول اسباب انتشار المسلمين، و التي حاولت تفسيره برواية ملحمية الفتوحات الاسلامية ...... و هنا تتخيل جماعة محاربة و تقطع مسافات جغرافية كبيرة و شاسعة جدا. 


لكن هذه الرواية الملحمية بشخصياتها و احداثها الضخمة لاتجد لها اي وثيقة رسمية تدعمها في زمنها بل جاءت الرواية جاهزة و مكتملة بعد زمن الفجوة ...... ثم لا تجد اي رواية متكاملة لدى اليهود او المسيحين حول هذه الرواية الملحمية بشخصياتها و باحداثها و التي دارت فوق مساحة جغرافية شاسعة جدا جدا ، بل لا تجد لدى ارشيف الرومان . 



و ما ان تخرج من هذا الزمن بخطوة صغيرة ...... الا و تجد اللغة العربية منتشرة في كل هذه المساحة الجغرافية الكبيرة ، و تجد مؤلفات كثيرة و ضخمة في موضوعات كثيرة و عديدة. 


 فهل هذا الانتاج الضخم .. كان نتاج 300 سنة فقط من ظهور دين ، او هل يعقل بانه ميراث و تراث بيئة صغيرة جدا. ام كان هناك ارشيف سابق و تم اخراجه فقط ؟!. 


و كيف نفسر هذه اللغة في هذا الزمن البسيط؟، هناك من يقول بسبب لغة القران التي عربت الناس ..... لكن لديك شعوب يقراون القران و لم يتعربوا، و هناك من يقول بانها نفس الحالة السابقة لدى السريانية فقصة العربية تشبه قصة السريانية ...... و ان العربية انشقت من السريانية ، لكن لماذا تنشق اصلا، لماذا لا تحافظ على لغتها السابقة . اذا كانت انشقت من السريانية فهذا يفرض انه قبل الانشقاق كان الناس يحملون نفس التوجه الديني فالمفروض ان يحافظوا عليه ....... لكن رواية الاسلام تتحدث عن عالم لا علاقة لها بالتوحيد ... عالم اصنام و ليس عالم انبياء . 


في هذا الزمن يولد دين بنفس ولادة اليهودية ، بصورة مفاجئة بدون مقدمات و سياق منطقي ...... قد تبدو ولادة الزمن المسيحي منطقية لانه ولد من رحم ارضية نفسها بدليل ان المسيح من بني اسرائيل .. و بدليل كون كتاب العهد القديم ضمن الكتاب المقدس للمسيحية ، بمعنى ان هناك ارضية سابقة .  


لكن ولادة الاسلام غير منطقية ابدا ...... فهو ولد بحسب رواية عند المسلم من بيئة لا تعرف مثل هذه الاديان ، عالم لا يعرف الا اصنام و معبودات غريبة . و اذا كان حقا الاسلام تاثر بالاديان السابقة او خرج منها فلماذا لغته مختلفة تماما ....... و اسماء الرب مختلفة الله العزيز الرحمن الرحيم الخ ..... بل و متشدد في هذه النقطة، بينما اليهودية يهوه و الخ ... كان يستطيع الاسلام ان يأخذ كل مسميات الاديان السابقة و يحتفظ بلغته حتى يعطي له معنى .


لكن بالرغم من الاختلاف ...... فالصورة العامة لدى الجميع ، بان الاسلام ولد من رحم اليهودية و المسيحية ... و عليه فان الزمن يولد من رحم زمان الاديان السابقة ....... حتى ان الكثير يجعل اليهودية مرجعية في فهم الاسلام . 




■ هناك ملاحظة مهمة ايضا في الزمن الرابع ، كل فجوة تبدا تقريبا بحادثة تدمير و خراب مكان او مدينة ، فقورش احرق و دمر بابل و بعد ظهور المسيح بسنوات تم تدمير الهكيل و تخريب دولة اليهود و في عام ولادة النبي محمد محاولة تدمير الكعبة . 


الان لننقاش زوايا جديدة في هذا الزمن . 


● لان اليهودية كانت الاولى في الظهور ، و وفق تصورنا الخاطىء حول اليهود بانهم قوم و شعب ، فهذا يفرض علينا ان نعتقد بان اليهود كانوا يتجولون في الزمن السابق الاول و الثاني و الثالث وحدهم فقط ، فهذا الزمن جعلنا نعتقد بان قبل هذا الزمن و حتى دخولنا الى الزمن الرابع كان اليهود يجوبون المنطقة كلها و لهم بصمة في كل التاريخ ، و هذا يعني انه من المفروض بان اليهود مذكورين في نقوش المنطقة ، لان الوعي الان ديني فهو يؤمن بقصص الانبياء القديمة .. الزمن القديم، و عليه فلا يمكن ان تجد شعب مرتبط بالزمن الاول و الثاني و الثالث الا اليهود ، لان قبل اليهود لم يكن هناك مسيحية او اسلام او عرب او سريان و الخ ...و لان اليهودية صاحبة الرواية الدينية الاولى فهذا يمنحهم احقية التجول في التاريخ بحرية .. و عليه فلا تستغرب مثلا لو وجدت باحث من المنطقة يبحث عليهم في نقوش العراق و مصر و اليمن ، او تجد مؤرخ يسرد تاريخ لهم في الزمن الاول و الثاني و الثالث .  



و اعتقد بان هذا ....... من اهم جذور الاختراق الصهيوني لعقول سكان المنطقة ، فهم يفرضون انفسهم في التاريخ .... و تستغرب جدا من حديث الكثير حين يصدق مثل هذا التاريخ ..... عندما جعلوا لهم موطن قدم في كل احداث التاريخ عبر خط الزمن في تاريخ العراق و مصر و اليمن ......... بينما الجميع مستسلم و يصدق او لا يملك حجة ..... و لا يدرك الكثير بانهم امام اختراق . 

 

 و كم نجد يا مؤرخين ! .... يتحدثون و يكتبون عن ممالك يهودية وجدت في الزمن الماضي ... موضوع خطير . 


و هذه المشكلة ..... سببها الاساسي التصور الخاطىء نحو اليهود ، فمازال البعض يعتقد بان اليهود قوم، بينما الحقيقة انهم مجرد رابطة دين ... دين فقط ..... اول ظهور لليهودية في التاريخ جاء مع ظهور كتاب العهد القديم فقط فقط ، و لا يوجد اسم يهود قبل الزمن الرابع ، و لو وجدت فتاكد بانه تزوير .....اول ظهور لليهودية في التاريخ جاء من اول يوم كتابة العهد القديم بامر من حاكم روماني يوناني ...... هو السبب الاول في صناعة اليهودية ، كيف لا ، و اول نسخة من كتاب العهد القديم باللغة اليونانية .


 اذن من اين اتى هذا الدين بشكل مفاجىء ؟ 


من الطبيعي ان يكون له جذور اصيلة في المنطقة و لا علاقة له بقوم او شعب ...لان ظهوره المفاجىء ، و حالة المنطقة الواحدة بشكل عام تفرض علينا الاعتقاد و الجزم بانه كان هناك عقيدة سائدة في المنطقة كلها و لا تختلف كثيرا عن ظاهرة الاديان الحالية ..... و هذا الدين كان هو المتسيد في الزمن الثاني و قبل دخولنا لهذا الزمن بما لا يدع مجال للشك ..... و من المؤكد باننا سنبحث عنه و سنتعرف عليه عندما نقوم بتفكيك هذا الزمن . 


● اذا كانت الارامية هي اللغة الاولى في المنطقة و التي ظهرت في سجلات التاريخ و كانت هي لغة المسيح وفق رواية البعض، ثم ظهرت السريانية بعدها و اصبحت هي السائدة ايضا في وقت ظهور المسيحية ، فهذا يفرض علينا طرح سؤال : 


لماذا اذن ...... لا يتم اعتماد الارامية او السريانية في ترجمة نقوش الشام و العراق ؟ .......... نعم انا ادعو للقيام بهذا الامر و اطالب المسيحين بهذا الشيء ، لانه من المفروض ان تكون نقوش العراق و سوريا متطابقة مع الارامية و السريانية ، لانه للاسف لا توجد اي لغة من لغات النقوش قريبة للسريانية او الارامية حتى لو قام الغرب بلحس دماغ البعض بانه تم ترجمة النقوش بناء على اللغة السريانية ، كما في حالة اللغة المصرية القديمة التي يقال بانه تم فكها بناء على اللغة القبطية ، بينما الحقيقة لا يوجد اطلاقا اي تشابه بين ما يطلق عليها لغة قبطية و بين اللغة المصرية القديمة من قريب او بعيد . 




■ لو افترضنا ان اللغة السريانية ولدت من رحم اللغة الارامية، و انشقت عنها و اصبح لغة جديدة ...لكن السؤال اذا كانت السريانية ولدت من رحم الارامية، و كما نعلم بان لغة العهد القديم كما يقال كانت الارامية ، فمن المنطقي بان الارامية كانت السائدة و كانت اليهودية هي السائدة ، لكن السؤال لماذا لم تستمر هذه اللغة و يكتب فيها لغة الكتاب المقدس، فالسريانية حافظت على نفسها حتى اليوم ، و هذه المدة الطويلة تطرح سؤال : 


لماذا لم يتم الحفاظ على اللغة الارامية ... فلا يعقل ان تنشق لغة عن لغة و تنفصل عنها خلال 250 عام، فقط و هي المدة التقريبية مع الزيادة بين اول نسخة للعهد القديم و بين ميلاد المسيح عليه السلام؟.


 لماذا انشقت اللغات بهذا الشكل في ذلك الزمن .... ارامية عبرية سريانية ؟ .....لانه ... أذا كان هناك نص ديني .... فالمفروض ان النص الديني يبقى محافظ على منطوقة الاصلي حتى اليوم. 


و لدينا مثال من الواقع ... كيف اننا مازلنا حتى اليوم نقرا نصوص عمرها اكثر من 1000 سنة و لم تنشق عنها لغة اخرى . 


● ماهي لغة السيد المسيح الحقيقية ؟


 هل السيد المسيح كان متخصص باللغات ؟ .لان الحقيقة ....لا تستطيع ان تتاكد من لغة السيد لمسيح الحقيقة في هذا الزمن .. فهل هي الارامية ام العبرية ام السريانية ام القبطية ؟ ...لان هذه التاريخ يتحدث بانها الارامية .. و العبرية كانت لغة المسيح في النقاشات الدينية ... و السريانية تقول بانها لغة المسيح ...... و القبطية تقول بانها لغة المسيح .  


و هذه التنويعة من اللغات بالنسبة للتاريخ تمثل مشكلة ...... لان الاختلافات بين اللغات و ايماننا بالمسيح و زمنه تجعل تلك اللغات تصنع عوالم مختلفة .... . فكل مكان عنده لغة مختلفة للمسيح و كل لغة تفرض مسمياتها على العالم ..... لابد ان يكون هناك لغة واحدة فقط ... حتى تكون مقياس لدينا 




● و لان الاسلام خرج بعد هذه الاديان ، فهذا يعني عكس اليهود، ولادة حديثة و العرب و العربية حالة جديدة في المنطقة ، و زادت رواية الفتوحات تاكيد هذا الامر ، و التي اصلا كما تبدو لي لم توجد الا لاجل هذه الفكرة ......... و عليه فممنوع عليهم من التواجد او التجول في فضاء المنطقة قبل ظهور الاسلام، فالزمن الماضي للمنطقة كلها غير مرتبط بهم ....... لانهم حالة جديدة فقط، ....... بعكس اليهود الذي ستجد بان الكثير يعتقدون بان لهم تواجد في كل المنطقة في الزمن الماضي .



و هنا اساس الكارثة 


لانك تجد الحالة العامة السائدة في المنطقة هي العربية ، لكن العربية لا تنتمي لماضي و زمن كل بقعة جغرافية ، بسبب تلك المعادلة السابقة .. ما سبب حالة من الاغتراب . فسكان المنطقة اصبحوا لا ينتمون لجغرافيتهم التي يسكنون فيها و لا علاقة لهم بماضي جغرافيتهم ..... بمعنى ... لقد تم اخراجهم من الزمن . 


لذلك .. فانا اعتقد ان الغاية من هذا الزمن . على ما يبدو لي .. هو هذه النقطة الجوهرية بالتحديد و لا شيء غير هذه النقطة ، سجن المنطقة داخل زمن وهمي و فصلها عن جذورها التاريخية . 


بمعنى اخر 


صورة الزمن الديني المرسومة في مخيلة جميع سكان المنطقة ، هي تماما نفس المخطط الموجود في الصورة . 


فكل زمن يولد من الزمن السابق ... فالزمن اليهودي هو سبب رئيسي لولادة الزمن المسيحي و الزمن المسيحي هو سبب سبب رئيسي لولادة زمن الاسلام . 


و هذه التصور مشكلة فعلا ... لانه تصور خاطىء تماما للزمن و غير صحيح اطلاقا ، لان الجميع يعتقد بانه زمن واحد و الحقيقية انه ليس زمن واحد ، بل ثلاثة ازمنة منفصلة و لا توجد اي علاقة بينها طلاقا .... فكل زمن له مساره الخاص المنفصل عن الاخر و له امتداد منفصل ايضا . 


اذن من اين جاء هذا التصور الخاطىء ؟ 


جاء من مفهوم الانبياء . هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة .  


لانه و ببساطة شديدة ..... صورة الزمن في عقل المؤمن مرتبطة و متحدة بمفهوم الانبياء و الرسل .......... فالنبي في مخيلة المؤمن يمثل حقبة زمنية و زمن جديد يلغي الزمن السابق .  



انتهى الجزء الاول ، و سنواصل في المقال القادم( الجزء الثاني) الحديث عن الزمن الرابع ( الزمن الديني) لاهميته و غرابته الشديدة . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق