الاثنين، 23 يناير 2017

التفكير العلمي بين اينشتاين و بوانكاريه

لماذا اينشتاين و بوانكاريه ؟

اخترت هاتين الشخصيتن ليس لان الاول فيزيائي و الثاني رياضي ، كنوع من العلاقة المتكاملة بين الفيزياء و الرياضيات ، او اعتبارا ان بوانكارية هو الذي قدم انتاج علمي مهند الطريق لاينشتاين في صياغته لنظرية النسبية ، من خلال قراءتي المتواضعة و البسيطة في العلوم و سير العلماء ، اخترت هاتين الشخصيتين لاني وجدتهما الاكثر بروز عند الحديث عن التفكير عند العلماء ، و تاريخهما العلمي اكثر غناء بالتفكير الصوري التي كانت لها دور في صياغة العديد من نظرياتهم و انقلاباتهم في مجال العلم ، خصوصا  و ان العالمين اصبحا محل دراسة لعلماء الدماغ و النفس لفهم الاسباب التي ميزت عقولهما .

ما هو التفكير الصوري ؟

تحدث اينشتاين يوما عن الاسباب التي تقود الناس نحو الفن و العلم و هي الابتعاد عن الحياة العادية بخشونتها و وحشتها ، مشبها هولاء الناس بسكان المدن الذين يذهبون الى قمة الجبال العالية حيث الهواء النقي و تصبح اعينهم متحركة بحرية في كل الفضاء الواسع ، بنظرة واسعة ، و يصبح كل شيء موجود امام اعينهم .

ماذا كان يقصد اينشتاين بقوله تصبح للعين نظرة واسعة لكل شيء ؟

في احدى محاضراته بعنوان ( ماهو الاختراع الرياضي ) ، تحدث بونكارية عن الحاجة الملحة الى التفكير من خلال الصور ، كان العالم بوانكارية يقصد تلك الصور الحسية التي كانت تتوهج في عقله و التي جعلته يشعر بوجود البراهين الرياضية مجسدة امامة و في داخل عقلة ، تومض و تختفي ، تومض و تختفي ، هذه الصور التي تحدث بونكارية عنها و عزا اليها السبب في صياغة الكثير من نظرياته و مبرهانته الرياضية ، فقد وصف نفسه بانه انسان يستطيع التفكير من خلال الصور الحسية ، و هي التي تقوده الى الاختراع الرياضي .

التفكير الصوري مرحلة متقدمة من مراحل التفكير لدى الانسان ، تختلف عن عملية التفكير العادية التي تعتمد على اللغة و المفردات .

التفكير الصوري عملية تشبه محاولة الطفل حل لعبة الصورة المقطعة للحصول على الصورة الحقيقية ، في هذه العملية تكون الصورة اكثر ثراء و اكثر غنى بالمعلومات ، حيث تحوي الشكل و اللون و الحركة و الملمس و المذاق و الرائحة و الصوت ، بحيث تصبح مجسدة امام الانسان و في داخل عقله ، صورة تكون اكثر غنى بالمعلومات و التفاصيل حتى تصبح كانها جزء من الواقع المجسد حولنا ، صورة حقيقية ، اكثر غنى بالتفاصيل و المعلومات ، اكثر وضوح ، اكثر حرية ، و اكثر مرونة .

انها النظرة الواسعة من فوق الجبل التي تحدث عنها اينشتاين ، انها الحرية التي تمنح للعين عند مشاهدة الوجود مجسد امامك .

كيف يمكن صعود ذلك الجبل ؟

ادراك الكل الخاص بموضوع معين في لمحة واحدة .... هذه هي الجملة التي تحدث فيها بوانكارية في تعريفه للتفكير الصوري ، كانه كان يتحدث عن جاليليو و هو يرى من خلال تلسكوبه اقمار المشتري بلمحة واحدة .
عرض احد العلماء الشباب ورقة الى اينشتاين ليبدي رايه فيها ، و يتحدث الشاب الذي كان يعمل مدرس في احدى الجامعات عن ضرورة تدريس نظرية المعرفة و تاريخ العلم و فلسفة العلم لطلاب قسم الفيزياء ، و كان اينشتاين متفق مع ورقة العالم و تحدث اينشتاين في رده على العالم بدهشته من العلماء اكثر ، بعدم وجود تكفير رصين لديهم ، مشبههم بشخص راي اشجار متفرقة لكنه لم يرى غابة يوما . ( كان اينشتاين يتحدث عن النظرة من فوق الجبل )

لقد كان اينتشاين مهتم كثير بطرق التفكير و تبسيط العلوم ، و كان يمثل موضوع بالغ الاهمية بالنسبة له ، فقد اهتم بتطوير معارف الاطفال لاجل جعلهم يستوعبون مفهوم الزمن ، لقد كان التفكير هاجس بالنسبة له ، و طرق التفكير التي تتحول فيه الافكار الى صور حسية ، وكيف تتراص تلك الصور على هيئة سلسلة منظمة ، كخيط ينظمها . لقد سمى اينشتاين ذلك الخيط الذي ينظم الصور الحسية في العقل بــــ المفهوم و عرف التفكير الصوري ، بانه عملية تتم بواسطة المفاهيم ( الخيوط المنظمة )

.
ابن الشمس

.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق