الاثنين، 23 يناير 2017

مركزيات الوعي في اليمن - 1

المراكز هي النقاط التي منها يرسم محيط الوعي البشري ، لتشكل دوائر فكرية ينطلق منها الوعي في ادراك الاشياء .

اربعة مراكز عاش عليها العقل البشري، مثلت الاطار الثقافي و الديني و الفكري و الادبي و الفكري و العلمي الذي استطاع العقل البشري انتاجه ، و صنعت حالة من الغرور و التسلط اعتقدها الانسان بسبب تلك المراكز، حتى اتي ذلك اليوم الذي نسفت فيه اول تلك المراكز و صنعت هزة عظيمة للعقل البشري، ذلك اليوم الذي اهتزت فيه اول مركزية لدى الانسان ، يمكن اعتباره من وجهة اي حضارة اخرى تعيش خارج الارض و ترصد تاريخ البشرية على الارض ،  يوم مفصلي في تاريخ الحضارة البشرية، و تصنفه كيوم يؤرخ لعصر ثاني جديد على البشرية.

الاربع المراكز :

1- مركزية الارض
2- مركزية الحياة
3- مركزية الوعي
4- مركزية الثابت

كانت تمثل مركزية الارض اكبر مراكز غرور الانسان ، حين كان يعتقد ان كل الاجرام في القبة السماوية تدور حول الارض ، حتى اتى جاليليو و نسف تلك المركزية و التي مثلت هزة كبيرة للعقل البشري، و الفكر الديني و تحمل جاليليو عواقب تلك الهزة التي اتت عليه بالسجن و المحاكمة من قبل الكنيسة المسيحية ، لكن لا يمكن اعتبار نسف تلك المركزية بحدث يخص اوروبا وحدهاو يخص الكنيسة المسيحية بل العالم كله و الفكر الديني بشكل عام ، و بدا العقل يتحرر من تلك المركزية و بدا يخرج عن تلك الدائرة الضيقة التي رسمها و يتحرر في التفكير و بدا السؤال خارج اطار ذلك المحيط الصغير لينطلق الى اسئلة مستحقة اكبر و اعمق و بدا يتضآئل الانسان و غرورة في فضاء اكبر .

ثم جاء بعد جاليليو بفترة قرنين تقريبا ، دارون و قدم نظرية تنسف مركزية الحياة التي يدعيها الانسان ، التي كانت تمثل مركزية يستند عليها الانسان في اثبات غرورة و تسلطة، و اصبح الانسان بعد تلك النظرية جزء من حياة تتطور مع الزمن و يشترك مع بعض الحيوانات في الاصول القديمة، و ان الحياة بدات بخلية انقسمت منها الحياة كلها في الارض . كانت هذه النظرية تمثل من اعنف هزات الفكر الانساني ، و مثل نسف هذه المركزية بداية تحرر العقل الانساني من محيط صلب قاسي اخر كان يعيش ضمن نطاقة ، و بدا العقل يتجه الى البحث عن اسئلة و مناطق اخرى في التفكير و انطلقت علوم كثيرة من تلك النظرية و بدات تفسيرات جديدة للحياة و السلوك الحيواني و الانساني .

ثم جاء فرويد بعد دارون بفترة صغيرة ، و قدم نظرية الوعي و اللاوعي ينسف فيها مركزية الوعي لدى الانسان، الذي كان يمثل مركزية في الفكر الانساني ، و اصبح الانسان بعد تلك النظرية عبارة عن افعال و اقوال في عالم اللاوعي ، و ان العقل يسبح فوق بركان كبير من المشاعر و العواطف ،  هزة اخرى قوية للفكر البشرية ، ل يتحرر من محيط اخر نحو فضاء اوسع و اكبر ، و انبثقت من تلك النظرية علوم كثيرة اخرى.

اخيرا اتى اينشتاين , و قدم نظرية النسبية التي نسف فيها الثابت الافتراضي الاثير، و مركزية الاطر المرجعية، و التي اثرت في الفكر البشري اجمالا و ليس في الفيزياء فقط ، و خلقت اسئلة و فكر جديد في كثير من العلوم .

المراكز هي التي تحصر عقل و خيال الانسان في فكر معين و اجابات و فضاءات محددة سلفا،تفكير عقيم و خيال محدود .

اذا افترضنا ان العقل اليمني كان بعيدا عن هذه الثورات الفكرية ، و بعيدا عن تلك المركزيات التي لم يعيشها ولم يواجهها في الواقع بحكم غيابة و غياب العرب تقريبا عن تلك الحركة الفكرية ، فاني استطيع ان اقدم مراكز في العقل اليمني ، تمنعه من الانعتاق من فضاءات ضيقة تثير الفوضى، هذه المراكز تحتاج الى نسف لتعمل هزة للعقل اليمني و تجعله ينطلق في فضاءات اخرى و يخرج من تلك المحيطات الضيقة في التفكير و التفسير و الخيال

هل يحق لي تعداد المراكز التي يعيش عليها العقل اليمني و تلك المراكز هي الانوية التي صنعت الاطار الثقافي و الاخلاقي و الفكري و السياسي و الاجتماعي في اليمن ؟

خمس مراكز في العقل اليمن :

يتبع ..
.
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق