الثلاثاء، 15 يناير 2019

سيفاكس و ماسينسا - مرحلة تجسيد الوهم

هل اصبح الجميع يستوعب  ... بان كل الخلافات التي تجري في المنطقة  بسبب عامل خارجي يصنعها لاجل تقسيم و تفكيك الدول لما يخدم مصالح الغرب ؟

الغرب من مصلحته الاستراتيجية ان يخلق الفرقة في كل مكان ، من مصلحته تقسيم و تفتيت الدول و المجتمعات .. حتى يبقى و يظل هو الاقوى .

سياسة .... فرق تسد

هذه الاستراتيجية الغربية في تقسيم المجتمعات ليست فكرة حديثة ، بل قديمة،  و القوة السياسية التي تحكم في الغرب تنتهج هذه السياسة .

الغرب عندما يكون له اطماع في مكان ما ، فهو يضع مجتمع المكان في راسه ،  و اول فكرة يفكر بها هي  تقسيم مجتمع ، فهو يدرس المجتمع و عندما يكون مجتمع متجانس و مستقر ، فيقوم عندها بصناعة اختلافات فيه ، و يحاول ان يصنع لها تصنيفات جديدة ، و يصنع لها سردية ثقافية كبيرة و  يؤسس لها اهتمام و تضخيم ، يحاول ان يصنع اي تصنيفات للمجتمع ، سوى  كانت تصنيفات دينية او مذهبية او طائفية او عرقية او قبلية او جنسية او تاريخية الخ ،او يحاول ان يظهر التنوع الواضح و البارز في المجتمع و ينميه و يصنع له مؤسسات لحمايتها ،  لصناعة الخلاف داخل المجتمع . 

الموضوع ليس صعب ابدا ... لفهم هذه السياسة  .


قصة سنة و شيعة .... هي صناعة الغرب 

و قصة هوتو و توتسي .... هي صناعة الغرب
و قصة مسلم و مسيحي ... هي صناعة الغرب
و قصة فرس و عرب ..... هي صناعة الغرب

الان

عندما يضع الغرب شمال افريقيا في دماغة ... سيجد بانه ليس  هناك سنة و شيعة ، و ليس هناك  مسلم و مسيحي ، و لايوجد اختلاف ديني او مذهبي واضح و بارز هناك ...فكيف سوف يقسم المجتمع هناك ؟

عرقيا او لغويا

الان ....... الغرب يصنع لدول المغرب العربي سردية تاريخية جديدة وهمية  و الناس ستصدق ، تماما كما صنعوا سردية تاريخية جديدة وهمية للمنطقة قبل 1400 سنة.

و لان الغرب لا يستطيع ان ينتج صراع بناء على الرواية الدينية ، او على الزمن الحديث الذي لا يحمل مظاهر او قصة يمكن تجسيد الصراع فيه ، فلابد عندها من نقل مخيلة المجتمع الى زمن اخر ، و صناعة قصة وهمية جديدة داخل هذا الزمن، و جعل القصة تحمل في داخلها بنية صراع ، و تقوم باداء ادوار القصة شخصيات تحمل صفة ملوك او حكام ( رموز و ايقونات ) ، لان صفة الملك مرتبطة لدينا بغريزة الحكم و السيادة و الاحقية، ثم جعل المجتمع يعيش احداث هذه القصة الوهمية حتى يجسد المجتمع ذلك الصراع على ارض الواقع اليوم و على الهواء مباشرة ... بث حي و مباشر .

كنت قد كتبت مقال سابق يتناول موضوع عام حول نظرية البيرة، و اليوم نقدم لكم مثال جديد على نظرية البيرة .

صناعة الشعوب عبر تزوير التاريخ - نظرية البيرة

قصة سيفاكس و ماسيناس

الفينقين معاهم سيفاكس ، و الامازيغ معاهم ماسيناس.

زمان كان اسمهم فينقين و اليوم اسمهم عرب ، و زمان كان اسمهم بربر و اليوم امازيغ .

العرب و البربر

السنة و الشيعة

الان ... انتقلوا الى خطوة متقدمة جدا بتجسيد رموز تلك القصة الوهمية التي لم تحدث ..  بتصميم تماثيل و منحوتات لشخصيات القصة و سيتم وضعها في الساحات العامة و الكبيرة .

هل هناك عاقل يقبل ان يجعل من تاريخ لم يكتبه هو تاريخه،  هل هناك عاقل يجعل من تاريخ صراع وهمي كتاريخ حقيقي ثم يجعله تاريخ خاص بشعبه و بلده ؟!

هل هناك من يصدق تلك القصة الوهمية ، و يؤمن حقا بانه كان هناك حقا تلك الاسماء و الاحداث .

انهم و الله يسحرون المجتمعات بالاوهام .

في الماضي .... تم ترجمة قصة سيفاكس اخر ملوك الفينقين الوهمية،  الى قصة الملك  سيف بن ذي يزن اخر ملوك الدولة الحميرية  . و اليوم عاد الناس لى النسخة الاصلية من القصة.

هل تعرفون لماذا هذا ؟

لان ذاكرة هذه المجتمعات قد مسحت، بعد ان تم اخفاء سجلاتها الكتابية القديمة  ..... و  استبدلت بتاريخ وهمي تحوي ايقونات بشرية وهمية و يقوم بكتابته اوغاد ... يخفون لديهم سجلات الشعوب و المجتمعات بعد سرقتها  .

اصبح الوهم يملك ملامح على هيئة تمثاثيل،  و اصبح حقيقة حية يعيش الناس معها.

متى سينتهي عصر الضحك على الشعوب من قبل الغرب ؟

قريبا
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق